أمنا خديجة
حفل التاريخ الإسلامى بالنماذج المضيئة المشرقة، والتى سطرها بأحرف من نور، ومن أبرزها: أمنا خديجة -رضى الله عنها- فهى أول من أسلم من النساء، اتصفت برجاحة وحصافة العقل، ورباطة الجأش، وقوة القلب، وكانت ذات حسب ونسب، فهى عنوان كل فضل وفضيلة، وكرم ومروءة، ووفاء وعطاء.
ظفرت بمحمد زوجاً لها، وفرحت بذلك فرحاً شديداً، وعاشت معه 25 سنة، فكانت مثلاً طيباً للزوجة الصالحة، تناصره وتواسيه، وتخفف آلامه وتراعى خاطره، وتشد أزره فى تحمل أذى المشركين، فهذه هى العلاقة الزوجية الصحيحة كما رسمها الإسلام.
رزقت من النبى صلى الله عليه وسلم بستة من الأبناء هم: القاسم، وعبدالله من الذكور، ومن البنات: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، ولم يرزق النبى بأبناء من زوجاته بعد خديجة سوى إبراهيم من مارية القبطية.
عندما نزل جبريل -عليه السلام- برسالة السماء على قلب النبى، خاف محمد فقالت له: والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتقرى الضيف، وتصدق الحديث، وتعين على نوائب الحق، فاطمأن قلب محمد بهذه الكلمات الحانية، والتى عكست بجلاء مساندة المرأة لزوجها فى الظروف والأوقات الصعبة.
إن من خصائصها التى انفردت بها دون سائر أمهات المؤمنين أن النبى لم يتزوج عليها حتى فارقت الحياة، وكان وفياً لها فى حياتها وبعد موتها، وأثنى عليها وبالغ فى تعظيمها وكان يقول: "إنى قد رزقت حبها"، ومن مناقبها رضى الله عنها أنها أفضل نساء الجنة وخير نساء زمانها.
وختاماً أقول: رضى الله عن أمنا خديجة وأرضاها، وعن سائر أمهات المؤمنين، وأسأل المولى -فى علاه- أن يجمعنا بالنبى فى جنة قطوفها دانية.