إرادتان إن تكاملتا فزنا..
إرادة القيادة السياسية وإرادة الشعب هما إرادتان جبارتان إن اتحدتا بقوة دفعهما ذلك لمواجهة التحديات وبناء جسور التقدم، يعلو الوطن، تقام الصروح، تكتب التواريخ، تبدل ما كان يستحيل تحقيقة إلى سهل ميسر محقق طيع قابل للتنفيذ.. بشرط أن تتكامل الإرادتين.. فالإرادة لها قوة خارقة ونافذة وهى معيارنا الأساسى فى قوى الدفع والإلهام وكم من تجارب شعوب وقيادات امتلكت إرادتها نجحت وانتصرت على ما تريد وما تصبو وتطمح من تحقيقه وإن تآمر المستحيل ذاته تنجح الأمم بإرادتها دون الالتفات للقوى الطاغية المعاكسة المحبطة للشعوب وهمم القيادات الوطنية ولنا بالتاريخ أمثلة وعظة كثيرة مازالت تدور فى عقولنا منذ دوران أحداثها لشعوب أرادت وحصلت على ما تريد كفيتنام البلد الصغير الذى تحدى بإرادته الضعيفة أعتى قوى الظلم والعدوان حيث التحمت إرادتى الشعب والقيادة وسددتا فواتير التضحيات فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، وحصلوا على حرياتهم ودانت لهم الولايات المتحدة القوى الجبارة والآلة العسكرية المهيمنة.. ونتذكر كوبا وكاسترو ومانديلا وجنوب أفريقيا وقوى التحرر الأفريقية وقاداتها وحصول مصر والدول العربية على استقلالها بالتلاحم مع رموزها، ونتذكرالنصف الأول من ستينيات القرن العشرين حين تلاحمت قوى الشعب مع الزعيم جمال عبدالناصر وكانت الخطة الخمسية الأولى التى وضعت مصر كقوة صناعية عظمى ببناء ألف مصنع وتنمية شاملة فى كل المجالات خلال خمس سنوات فقط.. نتذكر تجارب الإرادات القوية لدولة الصين الشعبية فى أن تصبح من القوى العظمى اقتصاديًا وعسكريًا لتأخذ مكانتها التى تستحقها بين الأمم المتقدمة.. وتجربة كوريا الجنوبية والنمور الآسيوية التى برهنت على استطاعة الشعوب فى أن التحمت بقياداتها وانتصرت، وبالتاريخ عظات عظيمة أخرى كثيرة.
أعمل فنان تشكيلى وكاتب حر أكتب دائمًا وأقيّم المعارض الخاصة وأشارك بالمعارض العامة والندوات وأختلط بالجمهور وأستخلص البيانات لتنشيط ذاكرتى القريبة، إذ أظهر أحيانًا بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمصورة ولا هم لى هذه الأيام غير سماع أبناء مصر وشركائى فى الوطن من المصريين بكل فئاتهم ومشاربهم وتوجهاتهم وتخصصاتهم بالمشاركة فى نقاشاتهم ومحاوراتهم، أحيانًا أجاوب على أسئلتهم أو أطرح عليهم الأسئلة لأتيقن من إرادة الشعب المصرى النبيه بالفطرة لاستخلاص النتائج وتكوين حصيلة لكتابة مقالتى الأسبوعية أو أتحدث لوسائل الإعلام.. أكوّن معلوماتى الاجتماعية والسياسية بطريقة مبسطة وطازجة من أصحاب المصلحة الأولى الذين هم عماد قاطرة تقدم الوطن فتأكدت يقينًا أننا بالطريق الصحيح لمحو أميتنا الفكرية وتغيير مفاهيمنا القيمية، وبدأنا يومًا بعد يوم نرتقى ولا عودة لما كنا فيه من نعاس طال.. "فوطن بلا إرادة جسد تجمد لحين إشعار آخر".