خطاب الكراهية.. «وإلى متى نحرص على تشويه ديننا وقذف أمتنا بكل قبيح»؟؟!!
يخطئ من يعتقد أن مساحة حرية الرأى والتعبير والتنقل فى الغرب ممنوحة لكل مواطن.
وإلا فما معنى هذا التلويح والتلميح الصادر من محكمة أمريكية بخصوص قرار منع مواطنى دول بعينها تنتمى لأمة ودين بعينه من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، فلقد وافقت المحكمة الأمريكية العليا يوم الإثنين الموافق 26 يونيو 2017 على النظر فى مرسوم ترامب حول حظر السفر الذى يستهدف مواطنين من ست دول (إسلامية)، كما قضت المحكمة بأن هذا المرسوم يمكن أن يدخل تحت حيّز التنفيذ جزئيًا.
وإلا فما معنى أن تقتل فتاة صغيرة من أصول نوبية مصرية تعيش مع أسرتها فى الولايات المتحدة الأمريكية لمجرد أنها مسلمة تعتز بدينها وتستمسك بحجابها.
فلقد عثرت الشرطة الأمريكية منذ أيام قلائل على جثة فتاة مسلمة ملقاة فى بركة بولاية فيرجينا الأمريكية، وتبين من التحقيقات المبدئية أنه تم اختطافها وقتلها ثم ألقاها الجانى فى بركة المياه.
ولقد كشفت التقارير عن ارتفاع نسبة جرائم الكراهية ضد المسلمين فى أمريكا عام 2016، وبحسب إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالى زادت نسبة هذه الجرائم لتصل إلى معدلات خطيرة.
وإلا فما معنى أن يداس المصلون عقب صلاة العيد فى بريطانيا ويصاب منهم تسعة، ثلاثة منهم أطفال، فلقد نشرت صحيفة ديلى إكسبريس البريطانية فيديو للحظات الأولى عقب حادث دهس للمسلمين بعد أدائهم صلاة عيد الفطر (بالأمس القريب) فى مدينة نيو كاسل البريطانية، بعد أقل من يومين لحادثة مشابهة.
وإلا فما معنى أن تشن هذه الغارات على مدينة غزة على مرأى ومسمع من العالم دون تعليق يذكر.
فلقد بدأ الكيان الصهيونى يقصف مواقع متفرقة فى قطاع غزة صباح يوم الثلاثاء شملت مواقع تابعة للمقاومة فى مناطق متفرقة، بينما أطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف استهدفت مناطق زراعية فى القطاع.
يخطئ من يعتقد أن الغرب هو النموذج المثالى والبيئة الخصبة التى تفتح ذراعيها دائمًا لنسيم الحرية، وإلا فما معنى هذه الرياح التى تأتينا منهم فكدرت صفوفنا وقطعت أواصرنا ومزقت عُرانى وشتت أمرنا حتى كدنا أن نتلاشى،
لابد أن يعترف الجميع بأن خطاب الكراهية صُدّر إلينا نتيجة لدوافع كثيرة ولأسباب عديدة لا تخفى على أحد.
إن عالمنا الإسلامى يتعرض لخطاب من الكراهية والتمييز والعنصرية التى تتفاقم بصورة ملحوظة وسريعة ومقلقة ومخيفة، ومهما حاول الغرب أن يخفيه أو أن يجد ما يبرره.
والسؤال الذى يطرح نفسه
ما طبيعة هذا الخطاب وما مكوناته وما آثاره نقول إن خطاب الكراهية يقصد به كل كلام يثير مشاعر الكره نحو فئة أو جماعة أو دين أو طائفة من الطوائف وينادى بإقصاء أو طرد أو إفناء أو بتقليص حقوق أو بسوء معاملة باعتبار أن هؤلاء المواطنين يحتلون درجة أقل ومنزلة أدنى من المواطنين العاديين، ولقد تحقق هذا الخطاب ضد المسلمين فى كل مكان من أنحاء العالم، وبعد ذلك يتهم المسلمون دون سواهم بالإرهاب والعنف والكراهية ورفض الآخر على الرغم مما يتعرضون له صبح مساء أليس هذا بالأمر المؤسف الذى يقتضى أن يعاد النظر فيه؟؟!
بفعل الإعلام الغربى والدعاية «الصهيوأمريكية» يوضع الإسلام فى قفص الاتهام ويرمى بالباطل على الرغم من انتشار هذه الحملة الشعواء ضده.
إن الإرهاب أيها السادة ليس له دين يرتبط به أو يتعلق وإلا فما معنى من انتشار هذه الجماعات الإرهابية فى أنحاء كثيرة من العالم الغربى منها جماعة كلو كوكس كلان (ك.ك.ك) وهى أشرس المنظمات الإرهابية فى أمريكا وتستهدف السود منهم ممن لهم أصول أفريقية وتلاحقهم طعنًا وضربًا ورميًا بالرصاص.
وجماعة الألوية الحمراء الإيطالية وهى منظمة شبه عسكرية يسارية أعلنت مسئوليتها عن العديد من جرائم العنف والقتل والخطف.
وسواهما الكثير من الجماعات والأشخاص المنتشرة فى الغرب والتى تمثل بؤرًا إرهابية تهدد مناطق متفرقة من العالم.
إن الإسلام دين يعرف قيمة التسامح ويرسى قواعد المواطنة ويفتح ذراعيه لقبول الآخر وتاريخ الإسلام بل ومصادره أكبر دليل على ذلك.
ولعله من حسن الطالع أن يدعو الأزهر الشريف ممثلًا فى شيخه الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب إلى تدشين مشروع إنسانى عالمى متكامل من أجل نشر السلام فى جميع ربوع العالم، والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش المشترك جاء ذلك فى افتتاح الجولة الثالثة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب فى مدينة جينيف بسويسرا، كل ذلك يأكد وبوضوح على موقف الإسلام كدين من الإرهاب، بل إن تبنى الأزهر هذا العمل الجليل ليكون دعوة مفتوحة إلى العالم أجمع يدلل على أن الإسلام دين يفتح صدره للناس كافة ولايضيق ذرعًا بأحد كما يتوهم البعض أو يسعى البعض الآخر لتشويه تلك الحقيقة أو الطمس عليها.
بل إن الأزهر الشريف لحرصه الدائم لكشف حقيقة الإسلام وتوضيح مبادئه يعلن مرة أخرى عن مشروع قانون لمكافحة الكراهية والعنف باسم الدين وتجريم الحض على الكراهية ومظاهر العنف التى تمارس باسم الأديان.
لذلك فكل محاولة لإلصاق الإرهاب بالإسلام تعد جريمة فى حقه كدين وفى حق أمته التى قدمت للإنسانية عبر تاريخها الكثير والكثير مما يذكر فيشكر فتاريخ أمتنا الإسلامية حافل بمواقف لقادة وأبطال رفعوا راية التسامح فى أحلك المواقف وأشد الظروف.
فكفانا جلدًا لذواتنا وتشويهًا لديننا ورميًا لأمتنا بكل قبيح...