من يوقف ديكتاتورية إيران؟؟!!
يأسف المرء عادة بل يبكى دما كلما تصفح تاريخ الشيعة وذلك للدور البالغ الخطورة الذى قامت به من نشوب الصراع الدامى بين المسلمين والحروب التى أضعفت من شأنهم ومزقت عراهم وقوضت صرح مجدهم قديما وحديثا حيث لها باع لا يستهان فى الخيانة أفرادا ودولا كما أن لها تاريخ أسود فى التآمر على الأمة الإسلامية!!
وإلا فمن الذى أضعف الخلافة الاسلامية؟؟
ومن الذى أصبح عجينة سهلة فى أيدى الاستعمار يشكله ويستخدمه كيفما شاء ضد أمتنا ؟!
ومن الذى أصبح ذراعا للصهيونية العالمية يمتد على الأمة الإسلامية يعوقها عن غايتها ويحيل بينها بين اهدافها؟؟؟؟
من الذى لعبت به الماسونية وأصبحت تناويء به كيان المسلمين فى كل مكان ؟؟؟؟!!!!!
ومن الذى عظم من شأن الطائفية وجعلها شعارا يقدم، وراية ترفع وترفرف إنهم بكل أسف الشيعة التى كانت لدولتهم المعروفة باسم «الدولة الصفوية» وبالا على الأمة ونكبة لم تستطع الأمة أن تتخلص منها
ومما زاد من عبء الأمة الإسلامية ماكان من «الثورة الإيرانية» التى قادها «خومينى» فى آخر السبعينيات والتى ارهقت كيان الأمة الإسلامية مما زاد العداء لها.
وللأسف اتجهت هذه الثورة إلى محاولة فرض سيطرتها على الدول السنية التى بها طوائف من الشيعة حيث كثرت المناوشات معها الى أن امتدت وأصبحت حروبا طويلة زادت من ضعف أمتنا الإسلامية. الأمر الذى أدى الى سقوط دول عربية بعينها ومازال الصراع الطائفى الذى خلفته تلك الثورة إلى يومنا هذا يحكى مأساة أمة ابتلاها الله بعدو من داخلها .
والعجيب أنها دولة تحكمها قواعد وآراء لا تعبر عن الإسلام ولا تظهر طبيعته بالمرة.
دولة تقوم على فكرة وهمية وليس لها من دليل شرعى أو سند يقويها من بعيد أو قريب إنها «ولاية الفقية».
هذا النظام الذى يحاول باستمرار تحدى المجتمع الدولى عبر تأصيله المذهبية والطائفية فى دستوره.
هذا النظام الذى أصبح يمثل كابوساً على عالمنا الإسلامى وبات يهدد وجوده
ويبقى سؤال وهو بالضرورة عن «ولاية الفقيه» ماذا تعني؟! وما رأى الإسلام الصحيح فيها؟؟؟
ونقول: فى عصر غيبة «الإمام الحجة» حيث ينوب «الولى الفقيه» عن ذلك الإمام الغائب فى قيادة الأمة وإدارة شؤونها والقيام بمهام الحكومة الإسلامية وإقامة حكم الله على الأرض.
علما بأن نظرية «الولى الفقيه» كانت تخص الأمور الفقهية فقط إلا أن «الخومينى» بعد ثورته فتحلها الباب وعممها فجعلها تشمل كل السلطات وتضم كل المؤسسات التى أصبحت فى قبضته .
حتي انه منح الولى الفقيه قدسية قد تفوق الأنبياء لذلك لا يجوز انتقاده لأنه يملك سلطة الإيمان كما يملك السلطات السياسية.
ولقد حولت هذه النظرية المجتمع الإيرانى إذا إلى قطيع مسلوب الإرادة تمارس عليه أبشع أنواع القهر والإستبداد.
لذلك يؤكد كل منصف أن واقع الحياة الإيرانية بعد قيامهم بتطبيق نظرية الفقيه أصبحت أكثر ديكتاتورية واستبداداً وتدميرًا وخرابا وقتلا.
إن هذه النظرية لشاذة وثمرة خبيثة لاتصلح بحال من الأحوال لتكون تلك الأرض الطيبة التى تصلح لتكون بوقا للإسلام. تلك النظرية التي رفضت من جميع علماء الأمة.
لأنها تكرس وتركز الحكم المطلق فى يد رجل واحد تضفى عليه صفة العصمة والكمال. ونظرا للجرائم السياسية التى ترتكب باسم هذه النظرية فقد واجهت معارضات شديدة من داخل إيران ومن خارجها حتى أصبح لها تجمع سنوى ومؤتمر حاشد فى فرنسا.
وبالطبع من المفروض أنه يد تبني الوجود الإيرانى الذى هو خير معول لهدم الأمة الإسلامية ويد أخرى تهدمها بالفعل حين تحتضن بعض الدول الأوروبية المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج حتي تشتعل وتتأجج نيران الفتنة فى أكبر صورها فى فضح الدولة التي صنعوها لضرب الإسلام بالإسلام المشوه الذي تعرضه باتباع تلك الدولة نفسها.
وهذا ما حدث ويحدث فى المؤتمر السنوى الذي أقيم منذ أيام وشارك فيه أكثر من مائة ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرة فى مختلف دول العالم وفى حضرة كبار الشخصيات من دول أجنبية وعربية مختلفة جاءت لتدين إيران ونظامها ونظمها التى أصبحت عارا الإسلام وسبه للمسلمين.
يعنى مسرحية هزلية ساخرة سخيفة ولا أدرى كيف للعالم الإسلامى السنى العميق فى سباته العميق حتى الآن . وعلى ذلك فقد اتخذت إيران من «ولاية الفقيه» على ذلك النحو سبيلا لتشويه الإسلام.
بكل أسف صورة مفزعة للإسلام.. يدفعون إيران لتشويه الإسلام ثم يعلنون ذلك التشويه لينددوا بالإسلام.
يا إلهي من قال أن هذا الدين يحكم رقاب العباد بالقهر والظلم؟؟!!
من هذا الذى أعطى لنفسه الحق فى فرض السيطرة على العباد بسم الإله سبحانه وتعالى؟! ليس هذا هو بالإسلام الذى لا يعرف قطعاً حكم الفرد ولا الدولة الدينية وانما يقوم فى نظريته السياسية على الشورى بين فئاته والتى جاءت بها النصوص صراحة ومارسها النبى صلى الله عليه وسلم فى أحلك المواقف وأصعبها على الاطلاق .
أيها السادة ..
يا أمة المليار والنصف مليار كيف وإلى متي هذا الصمت الرهيب هذا العار المقيت كيف السكوت علي رمى الإسلام بذلك الباطل إنه جريمة تضاف إلى الجرائم التى ترتكبها إيران فى حق الإسلام والمسلمين والعروبة.
ألم يسمعوا ما جاء فى القران الكريم عن سر الإلتفاف والانجذاب حول النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ» (سورة آل عمران آيه 159) .
إن الإسلام بريء من هذه النظرية التى لاتعبر عنه ولا تمثله.
من المستحيل يا أمة المليار والنصف مليار آن تستمر إيران مطلوقة علي العالم الإسلامى علي هذا النحو فإذا كنا نستنكر الديكتاتورية والاستبداد والقهر على أراضيها مع رعاياها فمن البديهي أن يستمر الاستنكار والرفض الذي لابد وأن يتحرك ليصل إلى رفض فعلى وعاجل إنه لا يمكن أن يطلق لها العنان لهذه السياسة الاستبدادية الديكتاتورية القهرية التي تفرضها اليوم خارج أراضيها لتعممها على العالم الإسلامى السنى على هذا النحو القميء.
أين الأمة؟؟؟؟
إن على الأمة واجبا لابد وأن تؤديه لتدافع عن دينها وعن مبادئه وأصوله وقواعده ولا تسمح لأحد مهما كان فردا أو دولة ان تتجرأ على دين الله على هذا النحو الفج المرفوض الممقوت.
لابد للأمة بأسرها أن تقف أمام هذه الفتنة العظيمة التى قسمت المسلمين وشتت أمرهم حتى هانوا ووهنوا على هذا المستوى الذى لايُقبل بل عليها ان تواجهها ولا تقف مكتوفة الأيدى إزاء أطماعها التى جعلت من المسلمين أضحوكة العالم.
افيقوا يا خير أمة أخرجت للناس فالخطر القادم من إيران شديد ويكفى ما يحدث لدولة سنية رغم غباءها واساءاتها وجرمها هذه الأيام تلك التى فتحت أبوابها (لإيران) وما سينتهى إليه الحال بها ومن يدرى بالمنطقة بأسرها وما سوف تجره عليها كلية.
يا أمة المليار والنصف عليكم أنادى.
أعلنوا رفضكم لها وقاطعوها واكسروا شوكتها حتى يعود الهدوء الى الأمة وتسترد أنفاسها وتلملم شعثها.