وادى الخير حُلمَنا وسلة غذاؤنا
حلم بدأ مع الزعيم جمال عبدالناصر عام ١٩٥٨م بأن وجه نظره غربًا من أرض مصر الفتية التى تكبر يومًا بعد يوم إلى الصحراء الكبرى، وبالتحديد لمحافظة الجنوب حين كانت تسمى وقتها وأطلق عليها محافظة الوادى الجديد، ليكون ثمرة خير ونماء بالتوازى مع دلتا النيل الأخضر، والوادى القديم لتنعم مصر بالأمن الغذائى، ولما لا ومصر يحكمها أبناؤها ورئيس وطنى بامتياز، إنه الشاب الأسمر الفارع الطول أسمر بلون الطمى ويملك طموحًا عظيمًا لبلده وعيون أسرة بها نظرة ثاقبة ترى ما لا تراه عيون الآخرين، وعقل جدير بالاحترام والتوقير، فأمر ببدء العمل بالوادى الخصيب، وما لبثت فكرته بالتبلور، إلى أن وطأت أرض الوادى الجديد عام ١٩٥٩ فرق من سلاح المهندسين بالقوات المسلحة تلك المؤسسة الوطنية العظيمة التى علا شأنها وامتلكت الأمور بوطنية وفخر فى مصر، وحرصت على الوطن وأمنت حدوده بقوة، إنها مؤسسة عظيمة تحمى وتصون وها هى تبدأ بتأمين الغذاء وفتح مساحات الأرض وآفاق جديدة لشباب مصر الفتى.
مما دفع أعداء الوطن أن يتربصوا ويتآمروا على هذا المارد العظيم فيما بعد، بدأت العجلة تدور وعم البشر والتفاؤل وبدأت السواعد تعمل، والجباة تعرق وتخضر الأرض الصحراوية التى هى أكثر خصائص أرض مصر، ويُدرّج الوادى فى الخطة الخمسية الأولى ٦٠ ـ ١٩٦٥م بالتوازى مع البناء العظيم مع خطة بناء الألف مصنع وكافة مجالات التصنيع لتكون الزراعة والصناعة والتعليم والبحث العلمى أجنحة مصر الفتية، وهى أساس التنمية التى لم يرضى عنها أعداؤنا وخفافيش الظلام ودعاة الانكفاء والتبعية، مرت الأيام وحدث ما حدث، وجاء زمن الانكسار ثم الانتصار، وتمر البلاد فى منعطفات كثيرة بين الصعود والأفول والوادى يمر بما يعلمه الكثيرون بموجات ارتفاع وانخفاض إلى أن حدثت الثورتين الأولى والثانية واعتلى السلطة رئيس وطنى هو نسخة أخرى من الزعيم.
وتبدأ حركة العجلة بالدوران مرة أخرى ويعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى حزمة من قرارات التنمية للوادى الجديد وتعلو الفرحة ويعم البشر ونرى الطرق تمتد إليها والمطارات تعود لحيويتها وتزداد قدراتها وتعود للوادى قواه الأولى أيام الزعيم ناصر ومنذ وقت قصير أول أكتوبر، دعيت من قبل محافظها النشيط اللواء محمد سالمان الزملوط وشبابها الفتى للاحتفال بالعيد القومى للوادى مع نخبة من الفنانين التشكيليين ونجوم السينما والمسرح وبعض الوزراء المهمين فى مجالات التنمية والزراعة والاستثمار والتنمية المحلية، وعاد لنا الأمل وشاهدت روحًا لم أعهدها إلا فى زمن الزعيم عبدالناصر.
التقيت بالشباب والشابات ودارت بيننا نقاشات لا تخلو من الأمل والتفاؤل، افتتح شباب الوادى معرضهم التشكيلى فكانوا قوى ناعمة فنية وفكرية عظيمة أحسست معها أننا فى أمان ما بقى هؤلاء الشباب المتحفز للنهوض بمصر، يشقون طريقهم بقوة وعنفوان...
وتحيا مصر.