أخوانيات: ولخضر العيون.. مهداة للشاعرة السورية ميساء زيدان بمناسبة زيارتها للعراق
تَا الله يَا مَيسَاءُ أَنْتِ رَبِيعُنَا
وَبِكِ الزُّهُورُ تَعُمُّ فِي تَشْرينِ
وَبِكِ الدِّيارُ المُمْحِلَاتُ تَرَوَّضَتْ
وَتَضَوَّعَتْ بِالوَرْدِ وَالنِّسرِينِ
أَحْيَيْتِ مَنْ أَعْيَا الأُسَاةَ دَوَاؤُهُ
وَشِفَاؤُهُ مَا كَانَ بِالمَضْمُونِ
وَبِلَمْسَةٍ مِنْ رَاحَتَيْكِ تَجَدَّدَتْ
فِيهِ الحَيَاةُ وَكَانَ شِبْهَ دَفِينِ
وَبِمَسْحَةٍ طَفَحَتْ بِكُلِّ مَحَبَّةٍ
من كفكِ السحريّ فوق جبينِ
أعطيته دفئ الحياة مجدداً
لعيونه التعبى أسىً ، لوتينِ
فَنَفَضْتِ عَنْ فُودَيْهِ آثَارَ الضَّنَى
وَعَرَكْتِهِ لَكِنْ بِكُلِّ حَنِينِ
وَبَعَثْتِ فِيهِ الرُّوحَ صَبًّا يَافِعًا
وَكَأَنَّهُ قَدْ عَادَ لِلْعِشْرِينِ
وَشَبَبْتِ فِيهِ صَبَابَةً مِنْ بَعْدِ مَا
قَدْ جَاوَزَ السَّبْعِينَ بَعْضَ سِنِينِ
نُبلٌ وَإِيمَانٌ وَثَوبُ طَهَارَةٍ
فِيهَا أَتَيْتِ بِرَوعِكِ المَكْنُونِ
وَبِعِفَّةٍ مَمْزُوجَةٍ بِلَطَافَةٍ
قَدْ خَالَهَا المَذْهُولُ بَعْضَ مُجُونِ
وَإِذَا نَطَقْتِ فَتِلْكَ نَفْثَة سَاحِرٍ
هَبَّتْ عَلَيْنَا مِنْ لِسَانِ مَكِينِ
وَلَرُبَّمَا ظَنَّ البَلِيدُ فَرِيسَةً
بَينَ الشِّبَاكِ فَصِرْتِ مُلْكَ يَمِينِ
يَا مَنْ وَضَعْتِ اليَاءَ سَكرَى فِي الهَوَى
فِي حُضْنِ نُونٍ وَالِهٍ مَجنُونِ
فَنَقَلْتِ مِنْ هَذِي لِهَذَا بَلْسَمًا
وَشَفَيتِ عِلَّةَ صَامِتٍ مَمْحُونِ
بِكِ أَسْتَجِيرُ لَعَلَّنِي أَحْظَى بِمَا
يَشْفِي القُلُوبَ لَعَلَّهُ يَشْفِينِي
يَا بِنْتَ خَيرِ النَّاسِ أَنْتِ لحِكْمَةٍ
فِيكِ تَجلَّتْ رَوعَةُ التَّكْوينِ
فَظَهَرْتِ فِينَا تَحمِلِينَ رِسَالَةً
وَسَمَوتِ عزا فَوقَ كل عزينِ
وَنَهضْتِ فِي عِبْءٍ تَنُوءُ بِثِقْلِهِ
شُمُّ الذُّرَا بِجَدَارَةِ التَّمْكِينِ
وَحَمَلْتِ بِاسْمِ الشَّامِ بَيرَقَ نَهْضَةٍ
عُظْمَى لِأُنْثَى أُيِّمَتْ وَسَجِينِ
هِيَ صَرْخَةٌ دَوَّتْ بِأَرجَاءِ البِلَا
دِ فَأَسْمَعَتْ حَتَّى أَعَالِي الصِّينِ
أَنَّ العُرُوبَةَ حَيَّةٌ مَهْمَا جَرَى
تَزْهُو بِكُلِّ عَرِينَةٍ وَعَرِينِ
أَبَدًا سَتَبْقَى وَالشُّمُوخُ يَلِفُّهَا
وَالخِزْيُ يَجْرِي فِي دِمَا صَهْيونِ
هَذِي العُرُوبَةُ شَعْبُهُا وَتُرَاثُهَا
هِيَ فِي يَدَيكِ وَدِيعَةُ المَأمُونِ
الكُلُّ مُصْغٍ، غَرِّدِي مَيسَاءُ، مِنْ
أَقْصَى مُورِيتَانْيَا إِلَى قَزوين