كامل الشناوي في ذكراه
تمر اليوم الذكرى 110 لرحيل الشاعر والصحافى الكبير كامل الشناوى (7 ديسمبر 1908م - 30 نوفمبر 1965م)، أو مصطفى كامل سيد الشناوى بحسب شهادة ميلاده، الذى اشتهر بشعره الباكى ومقالبه الضاحكة للأصدقاء، ومن سخرية الحياة أن مضى به العمر بلا زواج، وهو الذى أشعل قلوب الجميلات بشعره، ليموت وحيدًا على سرير بمستشفى عن عمر يناهز 57 عامًا.
ومن المصادفات الساخرة أيضًا أن نشأته وتربيته، كانتا تعداه لأن يندرج فى سلك المشايخ والوعاظ، فوالده الشيخ سيد الشناوى كان رئيس المحكمة العليا الشرعية، أعلى وأرفع منصب قضائى فى مصر آنذاك، وعمه الإمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوى شيخ الأزهر الشريف، وبالفعل دخل كامل الأزهر الشريف لكنه لم يلبث به أكثر من 5 سنوات، إذ عمد إلى المطالعة ومجالسة الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية فى عصورها المختلفة، واختار وشقيقه الشاعر مأمون الشناوى عدم مواصلة طريق الأسرة الأزهرى، والاتجاه إلى الشعر والصحافة والإعلام والفن.
وبرغم أن كامل زامل د. طه حسين فى جريدة «الوادى»، وكان أحد رؤساء تحرير جريدة «الأخبار»، وتتلمذ على يديه محمد حسنين هيكل، إلا أن الناس عرفته شاعرًا أكثر منه صحافيًا، وكان شاعرًا مقلًا عكس شعره عذوبة روحه وبساطتها، وجسد مأساة حياته: حبه لنجاة الصغيرة.
وباستثناء قصائد قليلة، فجل شعر كامل كتب فى نجاة ولكل قصيدة قصة، وقد روى الكاتب الكبير مصطفى أمين قصة قصيدته الأشهر «لا تكذبى»، إذ رأى كامل نجاة الصغيرة مع حبيبها (قيل إنه د. يوسف إدريس)، فذهب إلى شقة مصطفى أمين وانهمر فى البكاء، ثم أمسك بورقة وقلم وكتب القصيدة، وحين انتهى منها رفع سماعة التليفون، واتصل بنجاة وأسمعها قصيدته، منتظرًا أن تبكى وتنكر لكنها لم تزد أن ردت ببرود: «حلوة تنفع أغنية».