قصور الثقافة.. وخيبة الأمل!
قصور الثقافة.. وخيبة الأمل!
أسامة الالفي
جاء البيان الذى أصدرته الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، بخصوص تطوير مشروع النشر التابع للهيئة، مخيبًا للآمال، فلم يزد عن تغيير أسماء بعض المشرفين على سلاسل الإصدارات، دون توضيح لماذا خُلع ذاك ولماذا وُضع هذا؟ أو خطة النشر.
وقد كنت أنتظر أن توضع دراسة موضوعية لمحتوى هذه السلاسل، تلغى السلاسل الفاشلة أو تقوّم مسيرتها، فليس بخاف على أحد أن معظم إصدارات سلاسل الهيئة - رغم رخص أثمانها - تتكوم فى مخازنها كمرتجع، فالإقبال على شرائها شبه معدوم، لأن كثير منها - وللأسف الشديد - لا يستحق النشر، ويأتى نشره فى معظم الأحوال فى إطار المجاملات.
وقد كان أجدى لو وجهت هذه الأموال التى تنفق على كتب محدودة القيمة من حيث محتواها فنيًا وعلميًا، لإصلاح قصور الثقافة المتهالكة فى الأقاليم، والتى أغلبها شققًا متواضعة تسمى مجازًا وعلى غير الواقع قصرًا، حيث لا تتوافر لها أى مقومات تجعلها مركزًا للإشعاع الثقافى، وهو ما يتعارض مع فكرة تأسيسها، فالراحل الكبير د. ثروت عكاشة، حين تبنى إنشاء الهيئة تحت مسمى "الثقافة الجماهيرية"، أراد بهذه التسمية تحديد توجه الهيئة الوليدة، إلا وهو نشر الثقافة فى القرى والنجوع، وتكريس فكرة جماهيرية الثقافة.
وفى تقديرى، إن إقامة نشاطات عملية ومسابقات فى القصور الموجودة بالقرى والإقاليم، أجدى من مائة إصدار تقوم به الهيئة ولا يقرأه غير صاحبه.