كلمة المحرر. حياة ”شعث” من النكبة إلى الثورة
فى كتابه "حياتى من النكبة إلى الثورة"، لا يؤرخ السياسى الفلسطينى المخضرم الدكتور نبيل شعث لسيرته الذاتية فحسب، وإنما أيضًا لمرحلة من أكثر مراحل التاريخ الفلسطينى تعقيدًا عبر قراءة موسعة لما عاشه وخبره من أحداث ساهم فيها أو تركت تأثيرًا على حياته، يفعل ذلك ضمن إطار عميق من المرجعيات الفكرية والثقافية والإحالات المعرفية، التى تجعل الأمر يتجاوز كونه مجرد سيرة ذاتية.
لذا لا أعد الكتاب سيرة شخصية، بقدر ما أعتبره سيرة شعب وتاريخ كفاحه الوطنى والسياسى لنيل حقوقه، فالقاريء له لايجد نفسه إزاء سياسى عادى يريد أن يستعرض حياته ونجاحاته، أو مثقف يعيد تفسير ما جرى وفق جدليات مظهرية، لكنه يجد نفسه إزاء رجل أسهم بقدر كبير فى صناعة تاريخ شعبه، عبر مشاركة فاعلة فى قيادة الحركة الوطنية ومؤسسات النظام السياسى فى المنفى وبعد العودة إلى الوطن، حيث كان على رأس الدبلوماسية الفلسطينية وأحد أهم أركانها.
رحلة عمر شعث لم تكن سهلة، لكنها عكست روحًا لا تعرف الخسارة ولا اليأس، روح تبحث عن الأمل فى دياجير من الظلمة والظلمات.
إن فلسطين وليس شخص الكاتب، هى بطلة الكتاب ومسرح أحداثه وغاياته.