بُذورْ..!
صباحكِ
أبهى صباحْ
يامرح الروحِ
يا قِبلة الانشراحْ
يانجمة الصبحِ يامن تباهِى
بعينيكِ كلّ الملائكِ
تسكب فى مقلتيكِ
تسابيحَ خلق الإلهِ
الذى صاغ فى ناظريكِ لحاظًا
..تَفطَّر من سحرها
قلوبُ ظباءِ البطاحْ
كذاك صباحكِ سيدتى نجمة الاصطباحِ
صباحكِ زنبقة الفجر
يطغى شذاها
ويختالُ فوق جميعِ الأزاهير
يخبرها
كيف كانت بداية خلق الشذى
يقول لها هكذا
صاغ ربى العبيرْ
فقبل جميع الأساطير كانت
جميع الزهورِ
نجومًا بقلب السماْ
لا يعتريها الذبولُ
ولا غائلاتُ الظماْ
يعبّقُ قلب السما عطرُها
ولكنها حينما
طغى سحرُها
..تذمّرت الشمسُ منها
فهْى أمُ
جميع النجوم
ولا ينبغى للنجيماتِ
أن تستبى نورها
تلظّتْ شموسٌ
تطوف تخومَ السديمِ
وفوق النجومِ
لتلقى عليهنَّ لعناتِ من نارها
تُقصِّف منهنَّ غضَّ الخصور
ولم يبقَ إلا البذورِ.. التى
تهاوتْ
إلى الأرض تغمر كلَّ الروابى
وكل السهولِ العطاشِ
تخصبها
ببقايا عبيرْ
وبقايا بذورٍ
ستصبحُ يومًا زهورًا من الحبِّ
فى أرضنا الأمِّ
سيّدةِ الأوفياءْ
ألم نكُ نعلمُ من قبل هذا
بأنه "فى البدءِ" كان العبيرْ؟
وكان عطاء الزهورِ
ولم نكُ نعلمُ أن الهوى بذرةٌ
تهاوتْ
من الملكوتِ
وآلتْ على نفسها
بألا تموتْ؟
كذاك صباحكِ ملهمتيْ
وسيدة الاصطباحِ
يبذِّرُ حبًا بقلبِ الضياءِ
فيغدو لنا الكونُ أرجوحةً
...نتأرجخ فى تيهها
متى ما أردنا
وكيف نشاء!
.....
جده - أبحر الشمالية