مجموعات الزور الطفيلية
فى السنوات الأخيرة طفت على سطح الأحداث مجموعات طفيلية، انتهزت ما يعم الساحة المصرية من فوضى عقب ثورة 25 يناير، وانتشرت حاملة معها كثيرًا من الأمراض الاجتماعية، عرفنا بعضهم تحت مسمى "النشطاء"، وبعضهم الآخر تسربل كذبًا وزورًا برداء الدين، زاعمًا أنه من الدعاة المجددين.
المجموعة الأولى انطلقت لتفسد السياسة والعمل العام، وحقق بعض أفرادها مكاسب عدة لأنفسهم، سواء على الصعيد المالى أو على صعيد المشاركة فى الحياة السياسية، والصعود إلى السطح كنجوم جدد، وشاهدنا تجار ومدمنى مخدرات يزعمون أنهم مصلحون سياسيون، ويطلقون الأحكام الجزافية الباطلة، فالوطنية حكر عليهم، وكل من يعاديهم هو خائن وعميل، وتوازى عمل المجموعة الثانية ليواكب الأولى فى الصعود، فرأينا نوعية جديدة من الدعاة، نوعية تبحث عن المال والشهرة، ولا يعنيها مصير الوطن فى شىء، ولتحقيق هذه الغاية ارتكبت من الأفاعيل ما يخالف الدين والقيم، منها من سعى تحت زعم تجديد الخطاب الدينى لهدم ثوابت الدين والطعن فى علمائه المخلصين، ومنها من اتخذ الفضائيات منبرًا للتحريض على الوفاق المجتمعى والوحدة الوطنية، ومنها من أفتى دون علم فى أمور عقيدية تهز وجدان المجتمع.
والأدهى أن هذه الأخيرة امتدت لتشمل مواقع الصحف الصفراء، فعلى صفحات إحداها قرأت ما يزعم صاحبه أنه دراسة دينية "مستنيرة" اجتهد فيها، ملخصها أن الدين لا يمنع زواج المسلمة من كتابى!
وتزامن توقيت نشر هذه الدراسة "المستنيرة" مع ما يحدث فى بعض قرى الصعيد، من أحداث تهدم بنيان السلم المجتمعى، يجعلنى أتساءل أهى صدفة أم محاولة لجر المصريين إلى صراع دامٍ يأكل الأخضر واليابس.
إن الدولة مطالبة بالتصدى لمثل هذه النوعيات وإيقافها عند حدها قبل أن يستفحل خطرها.