رئيس «الإسكان الاجتماعي»: ضرورة دفع الأقساط المتأخرة للوحدات تجنبًا لإلغاء التخصيص وزير الصحة يعلن نتائج تنفيذ توصيات النسخة الأولى من المؤتمر العالمي للسكان مصدر رفيع المستوى: استئناف المباحثات في القاهرة بحضور الوفود المشاركة بمفاوضات الهدنة ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة نهاية الأسبوع محافظ كفرالشيخ: ضبط 2035 كجم لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمى بمراكز المحافظة محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال المرحلة الأولى لرصف شارع الجيش بدسوق بتكلفة 5 مليون جنيه محافظ الغربية يتابع توافد المواطنين على المراكز التكنولوجية ب 12 مركز ومدينة على مستوى المحافظة الرئاسة الإقليمية للأولمبياد الخاص تشارك في اجتماعات المجلس القيادي العالمي للاعبين واجتماعات المتحدثين الرسميين بواشنطن تشغيل قطارات نوم ومكيفة للإسكندرية ومرسى مطروح بمناسبة الصيف.. اعرف المواعيد طلاب النقل الثانوي الأزهري يختتمون امتحاناتهم بـ«الأدب والنصوص» محافظ بورسعيد يتابع سير و انتظام امتحانات المرحلة الإعدادية و يوجه بتوفير كافة سبل الراحة للطلاب أسعار الخضروات اليوم الخميس
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سماء عربية

الزاهد

فى كتابه "الزاهد – أنور الجندى – حياته، أدبه، فكره"، يعرض الناقد الكبير الدكتور حلمى محمد القاعود سيرة الأديب والكاتب العملاق الراحل أنور الجندى كنموذج فريد للكاتب المسلم فى جهاده وعطائه، وصبره وتضحيته، مشيرًا إلى إثراء الجندى للمكتبة العربية المعاصرة بمئات الكتب والدراسات، دفاعًا عن الإسلام وشرحًا لمقاصده، وبيانًا لجوهره وغاياته، حيث ظل قرابة ستين عامًا يعتبر الدفاع عن الإسلام وشرح مقاصده النبيلة، قضيته الأولى التى شكلت محور حياته الأدبية والفكرية، فى ظل مناخ مسموم يحارب من يكتب عن الإسلام بوعى وإصرار ويحاصره، دون أن يفت ذلك من عضده فالهدف من كتاباته التقرب إلى الله، وجائزته التى ينتظرها من رب الناس بالرحمة والغفران وليس من البشر.

لقد أثرى الجندى مكتبة الدراسات الإسلامية والأدبية بمؤلفات من العيار الثقيل لعل أشهرها "طه حسين .. حياته وفكره فى ميزان الإسلام"، "الإسلام والغرب"، "الخروج من التبعية"، "ألف مليون مسلم فى مواجهة الأخطار والتحديات"، "الصهيونية والإسلام"، وكان عضوًا عاملًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، ومن أوائل الأعضاء فى نقابة الصحفيين، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 1960، ورغم ذلك فحين مات لم تكتب عنه صحيفة، ولم تتحدث عنه إذاعة، ولم يعرِّف به تلفاز، كأن الرجل لم يخلف وراءه ثروة طائلة من الكتب والموسوعات، فى مختلف آفاق الثقافة العربية والإسلامية، ولو كان أنور الجندى مطربًا أو ممثلًا، لامتلأت أنهار الصحف بالحديث عنه، والتنويه بشأنه، والثناء على منجزاته.

ويوضح القاعود فى كتابه كيف رضى الجندى أن يعيش حياة متقشفة بسيطة يبحث وينقب، كاشفًا كثيرًا من المناطق المجهولة فى التاريخ والأدب والفكر، مضيئًا للأمة معالم الطريق المستقيم الذى حاول خصوم الإسلام طمسه أو تحويل الناس عنه.. كان – باختصار- رجل أمّة!

  ويؤكد أنه كان ينشر كتبه على حسابه، وينفق عليها معاشه البسيط، لترى النور فى صورة متواضعة، ولم يطلب من الموزعين شيئًا، ولم يتلق مقابلاً من معظم الناشرين.

ويبين الكاتب هدفه من كتابه ألا وهو إنصاف كاتب كبير ظُلم حيًّا وميتًا، يقول: رأيت الرجل الواعى المجاهد قد ظُلم ظلمًا شديدًا من الحياة الثقافية فى بلادنا، بينما تحتفى بكل أعداء الإسلام وخصومه ومن لا طعم لهم ولا لون، وتمنحهم جوائزها، وتنشر لهم كتبهم ودراساتهم الهزيلة، وتقيم لهم السرادقات على الطريقة الفرعونية! وكنت أسأله عن ذلك، فيقول: إننى أنتظر جائزة من ربى بالرحمة والغفران.

ويستطرد القاعود: من ثم كان جهدى المتواضع للتعريف بالرجل، وتقديمه للأجيال الجديدة كى تتعرف على حياته وجهاده، وأدبه وإبداعه، وتصوراته وفكره، وودت لو توسعت فى الدراسة لتتكافأ مع حجم إنتاجه ونشاطاته الفكرية، ولكن عذرى حين أقدم هذه الإطلالة السريعة، هى طبيعة الظروف الصحية التى أعانيها، وانشغالى الأكبر بما يجرى على ساحة الوطن من أحداث تضطرنى إلى المتابعة المستمرة.

وبختتم بقوله: أرجو أن يكون ما كتبته هدية متواضعة إليه فى العالم الآخر - إن كانت تُقْبل مثل هذه الهدايا - وأن يكون حافزًا للباحثين والكتاب الجادين المخلصين على مواصلة البحث عن الرجل وأدبه وفكره وإبداعه، ليتعرف الناس على الحقائق التى يخفيها التجاهل والتهميش والتعتيم.