أسامة الألفي يكتب: القرآن الكريم والعدالة الإنسانية
فى دراسة علمية أنصف باحثان فى جامعة هارفارد الأمريكية القرآن الكريم والدين الإسلامى، حيث توصلا بعد دراسة لتشريعات القرآن الكريم أن كتاب الله حافل بقواعد العدالة الإنسانية، وأن الله سبحانه وتعالى وجه البشرية من خلاله إلى الطريق الصحيح، وأن الإسلام ليس لديه مجال للظلم.
وقامت جامعة هارفارد بعد أن أثنت على الدراسة بنشرها فى كتاب وزادت بأن صنفته "أفضل كتاب للعدالة فى العالم".
ويأتى هذا التصنيف فى وقت تبتعد فيه الدول الإسلامية عن الشريعة الإسلامية فى بحثها عن مصادر للتشريع لدساتيرها، وتسعى بلهفة وراء القوانين الوضعية الغربية، التى وضعت لمجتمعات تختلف كليًا عن مجتمعاتنا وشعوب بيننا وبينها اختلافات جذرية فى الثقافة والعقيدة والقيم.
والأكثر مدعاة للدهشة أن أقلامًا تدعى الانتساب للإسلام والثقافة الإسلامية، تناهض أية دعوة للأخذ بقيم الإسلام النبيلة، وتتملق الغرب بالطعن فى الشريعة الإسلامية ووصمها بالإرهاب والقصور، وتقدم الإسلام للنشء فى بلادنا فى صورة محرفة تنفرهم منه.
يحدث هذا فيما اعترفت فرنسا خلال ثورتها الكبرى فى القرن 18م، وأثناء وضع إعلانها لحقوق الإنسان على لسان خطيب الثورة (لافاييت) أنها استمدت المادة الأولى من هذه الحقوق من قول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص والى مصر "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، فعند قراءة لافاييت المادة الأولى من إعلان حقوق الإنسان: "يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده"، رفع رأسه وقال: "أيها الملك العربى العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذى حققت العدالة كما هى".
والأكثر أن مقولة ابن الخطاب رضى الله عنه كانت أشمل من الإعلان الفرنسى الذى اختص بخطابه الرجل، فيما كان خطاب عمر بلفظة "الناس" الدالة على الذكر والأنثى معًا.
إنها عظمة الإسلام فهل يعيها المرضى بالغرب.