الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

سماء عربية

اليوبيل الفضى لذكرى رحيلها يوافق اليوم 1 ديسمبر

د. بنت الشاطئ فى ذاكرة الأجيال

د. أحمد راشد: لقبها الملك عبدالعزيز بن سعود بـ"أميرة الصحراء"

د. يمنى الخولى: رائدة تطبيق نظرية المنهجية الهيرمنيوطيقية العربية

بكور عاروب: تراجمها تنطلق من وعى بالقيمة البشرية كما أكدها القرآن

د. مصطفى عطية: عُرفت وهى طالبة بمقالاتها بالأهرام عن الريف المصرى

حسن الغريب: رفضت استعارة عقل الغرب وذوقه لفهم تراثنا وأدبنا وتذوقهما

مجدى قناوى: مقالاتها كانت منبرًا للثقافة الإسلامية تصدى للبهائية والفكر المنحرف

خديجة مسروق: كتاباتها حركت الوعى ونورت العقل العربى وأعادت الاعتبار للمرأة

لم تكن د. عائشة محمد على عبد الرحمن "بنت الشاطئ" مجرد مُفكرة وكاتبة وأستاذة جامعية وباحثة، لكنها كانت أيضًا أول امرأة تُحاضر بالأزهر الشريف، ومن أوائل مَنْ اشتغلن بالصحافة فى مصر، وبالخُصوص فى جريدة الأهرام، وأول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل العالمية فى اللغة العربية والأدب سنة 1994م، كما كان لها دورها فى إنماء الوعى الفقهى، وتأصيل الدراسات الأدبية والنقدية، وعبر كتاباتها المتنوعة تتلمذت وتخرجت أجيال من الفقهاء والنقاد، ممن حملوا مشعل إحياء الدراسات القرآنية والأدبية، على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ولعظمة تأثير هذه المفكرة الرائدة التى تركت وراءها أكثر من 40 كتابًا فى الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية، اخترنا فى "سماء عربية" إحياء اليوبيل الفضى لذكرى رحيلها بمناقشة واعية لحياتها وأعمالها، مع مجموعة من الكُتّاب والأكاديميين من أقطار عربية مختلفة، وحتى لا نضيع عليكم متعة متابعة ما يقولونه، نترككم مع آرائهم التى سجلتها السطور التالية.

فى البداية تحدث عنها جارها وابن بلدتها د. أحمد صبرى راشد: عرفت من والدى أنها ولدت فى بيت قريب منا، على مقربة من مقام الشيخ شطا فى السادس من نوفمبر ١٩١٣م، لوالد ينتسب أصله للإمام الحسين، وأذكر أنى فى وداعها فى المسجد قبل أن يوارى التراب جسدها الطاهر، أخذت أتلفت حولى ودهشت من قلة عدد المودعين، فبادرنى د. محمد سليم العوا وقد تلمس دهشتى هامسًا لي: لا تبتئس فأنها تشيعها جمع الملائكة إلى دار البقاء.

وقد صدق د. العوا فى كلامه فهذه السيدة الدمياطية خدمت ديننا وقرآننا والحديث واللغة كما لم يفعل أحد من جيلها، حتى لقد يصدق عليها قول الله تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"، وبقى اسمها دائمًا فى خاطرى منذ طالعت أول مرة كتابها "صور من حياتهن" فى خزانة والدى يرحمه الله، وكان يضعه مع كتبها فى صدر مكتبته، كما أن كتابها "سيدات بيت النبوة" قد ترجم إلى جميع اللغات الحية، بل أن "أنا اليابانية" إحدى مترجمات كتابها عن فاطمة الزهراء، دخلت الإسلام عقب ترجمتها للكتاب، ولقبها الملك عبد العزيز بن سعود بـ"أميرة الصحراء".

ويضيف أما سبب تسميتها "بنت الشاطئ" فيعود إلى أن بيت والدها كان بالقرب النيل والبحر، فاستعارت لنفسها لقب بنت الشاطئ وعاشت ترعى جدها الكسيح المناصر لها ولتعليمها حتى ألحقها رغم معارضة الوالد بمدرسة اللوزى الشهيرة ثم الماجستير والدكتوراه وقد أهدتنا ٤٠ كتابا أشهرها "على الجسر" وقد كان سيرتها الشخصية والذى قرأته مرات عديدة، لقد ذهبت السيدة الفريدة وبقيت كلماتها للخلود.

وتقول د. يمنى طريف الخولي: بنت الشاطئ أول امرأه فى التاريخ تتصدى لتفسير القرآن، وتصدر كتابيها "التفسير البيانى للقرآن- 1962م" و"الإعجاز البيانى للقرآن- 1971م" وهى فى طليعة "الأمناء"، مدرسة أمين الخولى الذى كان بالنسبة لها الأستاذ المعلم والرائد الموجه والزوج الحبيب، تسير فى دروبه وتقتفى خطاه.. أمين الخولى بدوره المجدد الأكبر فى التيار الإصلاحى إبان القرن العشرين، شيخ الأصوليين فى التجديد وشيخ المجددين فى الأصولية، لاسيما بمدرسته فى التفسير الأدبى للقرآن، أى مقاربة القرآن كفن أدبى مُعجِز بهدِيه للنفوس، وقعه بجرسه وإيقاعه، بمبناه ومعناه، إنه تأثير الكتاب المجيد البالغ على النفس الإنسانية مهما تغيرت احتياجاتها، وتبدلت استجاباتها بتغير الزمان والمكان، إعجاز إلهى ماثل؛ ليظل القرآن الكريم حيًّا باعثًا للحياة فى كل العصور، وفى شتى الأزمنة والأمكنة.

وجاءت مدرسة التفسير الأدبى كاقتحام للهيرمنيوطيقا فى الثقافة العربية الحديثة، جعلت "الشيخ أمين الخولي: أول هيرمنيوطيقى فى عالم الإسلام- 2020م"، وهذا عنوان كتاب لفيلسوف الدين فى بلاد الرافدين عبد الجبار الرفاعى، ونجد "موسوعة الهيرمنيوطيقا- 2018م" التى نقلها إلى العربية شيخ المترجمين الدكتور محمد عنانى (ج3، ص423)، تعتبر أمين الخولى رائدًا لنظرية المنهجية الهيرمنيوطيقية العربية، وبنت الشاطئ رائدة للتطبيق، واعتُبِرتْ دراستها "رسالة الغفران" لأبى العلاء المعرى أول عمل هيرمنيوطيقى تطبيقى فى الثقافة الإسلامية.

وفى رسالتها للدكتوراه حققتها؛ وكشفت النقاب عن صلتها برسالة ابن القارح حول المشككين والمتزندقين، ففكت ألغازها وطلاسمها، وحين أصدرت بنت الشاطئ كتابًا يحمل "رسالة الغفران" محققة، مصحوبة بتحقيق رسالة ابن القارح، والمقدمات الممهدة والهوامش الشارحة، أهدت الكتاب إلى أستاذها الشيخ أمين الخولى، الذى "علمها كيف تقرأ".

وتحدث الباحث السورى الباحث بكور عاروب عن كتابها "بنات النبي" فقال: فى مقدمة كتابها عن بنات النبى أكدت الدكتورة عائشة عبدالرحمن موضوع المعاينة البشرية للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الرؤية البحثية للتراجم التى تعرضت لها بالبحث والتوثيق، إنما تنطلق من وجهة نظر بحثية إنسانية تدرك القيمة البشرية، التى أكدها القرآن الكريم وأكدها النبى عليه الصلاة والسلام فى أحاديثه، وكانت جرأة عظيمة من الباحثة حيث شهدت معاينة الواقع البشرى فى حياة رسول الاسلام ممانعة عظيمة وراسخة، وطغى المقدس على المعالجة البشرية، وتجاوزت فى تناولها لحياة الرسول عليه الصلاة والسلام وحياة أهله وآل بيته من بنات وزوجات وأصهار الحرج ببراعة مميزة، واستطاعت إيصال رسالتها الفكرية للناس، بحس الأنثى المتعلمة الواعية التى ينطبق عليها حديث النبى صلى الله عليه وسلم: (من أراد الله به خيرًا يفقهه فى الدين)، والفقه فى الدين يتضمن فيما يعنيه فقه طبائع الخلق والحياة، وهو أولى فى الوصول الناجح إلى الناس.

هنا يتجلى النجاح الكبير للدكتورة بنت الشاطئ فأجمل ما فى تجربتها أنها كسرت الحاجز باتجاه وعى أكبر للحقيقة الانسانية فى الاسلام، ومن ثم حمل لواء الاسلام الحقيقى ليكون الحافظة الإنسانية لكل الخلق.

واختار د. مصطفى عطية الحديث عن بنت الشاطئ التكوين الذاتى ورحلة العطاء: بالتأكيد كانت النشأة مؤثرة فى اتجاهها وحياتها، فوالدها عالم أزهرى، عمل مدرسًا بالمعهد الدينى بدمياط. وكما تقول فى مذكراتها، فإن والدها لم يكن من أبناء دمياط، وإنما ولِدَ فى قرية شبرابخوم فى محافظة المنوفية، وتعلم فى الجامع الأزهر بالقاهرة، وأكمل دراسته، وعًيّن معلمًا فى مدرسة ابتدائية فى مدينة دمياط، وتأثر وعشق الصوفية، وآثر أن يدرّس فى المعهد الأزهرى الدينى فى القرية، وقد ضاق ذرعا بالتعليم المدنى الذى عمل به بدايةً، وتزوج فى القرية أم عائشة وكانت حفيدة للشيخ الدمهوجى شيخ الجامع الأزهر، ومن ثم استقر الأب فى قرية الأم وكانت عائشة هى الابنة الثانية له، وقد أسماها والدها بذلك، تفاؤلًا بأم المؤمنين رضى الله عنها، وكنّاها بأم الخير.. تلقت عائشة تعليمها فى كتّاب القرية، فحفظت القرآن، وأجادت القراءة والكتابة والحساب، وعندما أرادت الالتحاق بالمدرسة فى السابعة من عمرها، رفض والدها بسبب تقاليد الأسرة التى تأبى خروج البنات، ولهذا السبب اضطرت لتلقى تعليمها بالمنزل، وكما تذكر عن هذه الفترة: "ضقتُ نفسًا بما فرضه والدى على من قيود صارمة، تحبسنى طوال ساعات الصبح لتلقى الدروس وحفظها، ثم تُلزمنى فى ساعات الأصيل حضور مجلسه مع شيوخ المعهد الدينى، على حين كانت صواحبى يمرحن لاهيات على ملعبنا عند شط النهر، ثم ما لبثت أن ألفت تلك القيود..، فأقبلتُ بكل طاقتى على العلم، وقد استثار زهوى ما كنت أسمع من زملاء أبى الشيوخ عن أهليتى لما وهبت له من علوم الإسلام. وأرضى غرورى أن أجدهم يصغون فى طرب وعجب إلى تلاوتى المجودة للقرآن، وإنشادى لما حفظت من قصائد الصوفية". فلم يمنعها أبوها من التعليم، بل أصرّ على تعلّمها العلوم الإسلامية واللغوية، متمسكًا بالتقاليد التى تلزم البنت بالتعلم منزليًا على ما هو شائع فى زمانه، وهو ما دفعها إلى النبوغ والإجادة، كما كان لجدها مواقف عديدة فى إقناع والدها، فى دلالة على أن موقف الأب شخصى فى تعنته أكثر من الجيل السابق عليه الذى يمثّله الجد، وقد وافق الأب فى النهاية على تعلم ابنته.

ظهر تفوقها عندما تقدمت لامتحان الكفاءة - بنظام الانتساب المنزلى - فتفوقت على زميلاتها، وحصلت على شهادة الكفاءة للمعلمات عام 1929م، وكانت الأولى على القطر المصرى، ثم حصلت على الشهادة الثانوية (البكالوريا) بتفوق، والتحقت بكلية الآداب بجامعة القاهرة، لتتخرج فيها عام 1939م بتشجيع أمها، ولم يعقْ والدها مسيرتها العلمية، وتعلل عائشة سبب عداء والدها للجامعة بأنه كان منتصرًا لعلوم التراث الإسلامى، ويتناهى إلى سمعه من اهتمام الجامعة بالتعليم المدنى الدنيوى، مما يؤدى إلى زيغ الطلاب وضلالهم. وبإصرار عائشة حصلت على درجة الماجستير بتقدير ممتاز عام 1941م، وبدأت وهى طالبة فى الجامعة بنشر مقالاتها عن الريف المصرى فى صدر الصفحات الأولى لجريدة الأهرام، كثانى فتاة يخرج فكرها إلى النور بعد الآنسة "مى زيادة". كما كانت تقوم بتحرير مجلة "النهضة النسائية" وتديرها بنفسها تقريبًا، وكتبت مقالاتها باسم مستعار هو "بنت الشاطئ" كيلا تثير حفيظة والدها. وقد عرف الكثير من الأهل والأصدقاء كينونتها بوصفها بنت الشاطئ فى مقالاتها فى الأهرام، ومنهم أهل قرية والدها شبراخوم، ولكنهم لم يذكروا ذلك لوالدها فى مجلسه، وكأنهم فخورون بما تكتبه عن قضايا الريف، لندرك جانبًا آخر من حياة أبناء الريف المتعلمين منهم والبسطاء، متفهّمين عطاء عائشة وجهودها وتميزها العلمى، وليظل والدها على قناعاته التى لم تتغير، رغم تغير الناس من حوله، وما يراه من تفوق ابنته، وعشقها للعلم، وهى التى تقرّ فى مقدمة كتابها "الإعجاز البيانى فى القرآن" بفضل أبيها عليها: "مع الكتاب المعجز عشتُ عمرى كله، وفى المدرسة القرآنية كانت تلمذتى الطويلة التى تولاها أبى فى مراحلها الأولى"، ولنعلم كيف أن والدها الذى وهبها للعلم، قد أحسن توجيهها منذ طفولتها، بإتمامها حفظ القرآن قبل العاشرة من عمرها.

وعن دورها فى النقد الأدبى يقول الكاتب الروائى والناقد حسن الغريب: راحت عائشة عبد الرحمن تستخلص لأدبنا العربى قيمًا جديدة نابعة من تراثنا الأصيل، دون الالتزام بالقيم التى ذهب إليها نقاد نظروا إلى التراث بأذواق مختلفة، ولتخلص ذلك التراث من آراء نقاد نظروا إلى تراثنا بروح العداء وحكموا عليه بعقلية توجهاتهم المشبوهة، ليتناقلها الدارسون جيلًا بعد جيل فى جامعاتنا الأكاديمية ومراكز البحوث ودور النشر والاعلام، على اختلاف مشاربها وتوجهاتها.

وبما أن الأدب عصارة روح الشعوب بمختلف قضاياها الاجتماعية منها والتاريخية، رأت بنت الشاطئ أن حيثما كانت الحياة قوية زاهرة، كان الأدب فى طليعتها وقائدها وصورتها, وحيثما ركدت الحياة فيها وتخلفت كانت محنتها بالأدب تعادل محنتها بالحياة، ومما لا شك فيه أن المؤثرات التى واجهت الأدب العربى سواء قديمة أو حديثة، هى نفسها حيث طرأ على مؤثراتها الاجتماعية والعقلية أفكار جديدة، وممارسات كثيرة دخلت على الأدب العربى منذ العصر الجاهلى، مرورًا بالفتوحات الاسلامية ونشوء دولة الخلافة الراشدية ثم الأموية فالعباسية، إلى أن دخلت بعصر الانحطاط وبروز الدويلات المتعددة على الساحة الأدبية، وانعكست هذه المؤثرات التى فرضتها ظروف عصرهم على صراع العناصر المكونة للمجتمع، وأيضًا المؤثرات من تنازع القبائل والأسر ونظم الحكم، وكان لها التأثير الواضح على الأحكام الأدبية حينها، فكل الأحكام التى صدرت على هذا الأدب تأثرت بألوانٍ شتى، لذلك كانت أصداء ونتائج لهذا الواقع المجتمعى والمادى، فكان للأحكام والمقاييس النقدية تأثرها الواضح بالأذواق، التى فرضتها ظروف عصرهم الاقتصادية والاجتماعية، وما تزال أحكامهم ونماذجهم ومقاييسهم هى التى تتركز عليها دراساتنا اليوم.

وعبرت د. بنت الشاطئ عن موقفها من كل هذا برؤية يلخصها قولها: ” قضى علينا أن نستعير عقليتهم وذوقهم لنفهم تراثنا ونتذوقه، ثم تبرز لنا رفض ابن قتيبة عالم 276هـ استعارة ذوق السلفيين بقوله:” لم أسلك سبيل من قلد أو أستحسن باستحسان غيري”.

وتعرض الكاتب مجدى قناوى إلى مقالاتها بجريدة الأهرام حيث تعد ثانى امرأة بعد مى زيادة تكتب بالأهرام، فقال: أبحرت بنت الشاطئ تبحر فى محيط الثقافة الإسلامية على متن سفينة "الأهرام" 60 عامًا، إذ لتميزها وألمعيتها التحقت بالقائمة المميزة لكتاب جريدة الأهرام العريقة منذ عام 1936م, وأصبحت مقالاتها منبرًا للثقافة الاسلامية، وثغرًا من ثغور الإسلام يصد غائلة العلمانيين والبهائيين وأصحاب الأفكار المنحرفة.

وكانت معركتها مع البهائيين من أهم المعارك التى خاضتها، إذ أرادوا اختراق عالم القرآن من خلال فتنة أطلقوا عليها إسم "الإعجاز العددى للرقم 19 فى القرآن الكريم", بهدف إثبات قدسية الرقم "19" وهو رقم مقدس لدى البهائيين، عن طريق الادعاء بأن تكرار حروف كلمات فواتح السور مثل "ألم" و"ألر" وغيرها يحمل مدلولًا باطنيًا، يتضح إذا قمنا بحصر تكرار كل حرف من تلك الأحرف داخل السورة نفسها، فنجد عدد مرات التكرار هو من مضاعفات العدد "19", وهى فتنة استهوت الكثيرين حينها فوقعوا ربما بحسن نية فى شراكها، ومنهم الدكتور مصطفى محمود يرحمه الله.

وكان تناول د. بنت الشاطئ للموضوع منهجيًا علميًا, حيث قامت بحصر عدد الأحرف فى كل سورة، وأثبتت عدم صحة أن عددها من مضاعفات العدد "19" كما زعم أصحاب الفتنة, وأسقطت الفتنة بالضربة القاصمة، ولم تكن هذه الضربة الوحيدة التى وجهتها للبهائيين، بل قامت أيضًا بالتصدى لفتنة "عيد الأم"، والتى خرجت من جريدة "أخبار اليوم" وجرجرت الدولة المصرية للاحتفال به، موضحة أن 21 مارس يوافق عيد النيروز عند البهائيين, أى أنهم جعلوا الشعب المصرى يحتفل رسميًا بعيدهم، واتضح لاحقًا أن "حسين بيكار" أحد كبار رسامى "أخبار اليوم" هو نفسه زعيم الطائفة البهائية مصر.

وعن تأثيرها فى الإبداع النسائى تقول الكاتبة الجزائرية خديجة مسروق: كانت الأديبة والناقدة والفقيهة د. عائشة عبد الرحمن الملقّبة ببنت الشاطئ، أول سيدة تنال جائزة الملك فيصل العالمية عطية الأدب العربى مناصفة مع د. وداد القاضى، ويمكن القول بأنها أيضًا أول رائدة للحركة النسوية فى مصر, وقد سبق تيارها فى ظهوره تيار الكاتبة نوال السعداوى المنفتح على الفكر الغربى، فيما سخّرت عائشة عبد الرحمن الأديبة والفقيهة قلمها للدفاع عن حرية المرأة العربية المسلمة فى ظل تعاليم الدين الإسلامى، متكئة على المرجع الدينى المتمثل فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والمزاوجة بين الأدب والشريعة، وإبراز دور اللغة العربية من خلال مؤلفها "التفسير البيانى للقرآن الكريم".

تضيف: كان لبنت الشاطئ حضور ثرى على الساحة الأدبية المصرية والعربية. فكتاباتها كان لها أثر واضح فى تحريك الوعى وتنوير العقل العربى، وإعادة الاعتبار للمرأة بتنشئتها وتثقيفها، لتكون عنصرًا فاعلًا داخل مجتمعها، مما جعلها فى صدارة بل ريادة أديبات الوطن العربى.

click here click here click here nawy nawy nawy