إنكيدو
نورالدين بنعيش - المغرب
من الصعب على
أن أتجرأ على
حبس دموع تجول
فى محاجر وطن
يجد نفسه وحيدًا
مكلومــًا!
بين لحظة ولحظة
يدمن كثيرًا شعرى
حتى وهو يُجلد
بسياط متعطشين للانتقام
يتحسس نبض كلماتي
محمومــًا
عليها يخشى من
خفافيش الظلام!
يُرخى السمع لأوزان
قواف تنساب فى
نهر لغة تتدفق
من جبال الجليل
تحيك نسيج حب
لحمته من أبناء
القدس
وسداه من أهل
الخليل!
كم يتحسر وطني
على حين يرانى
خلف سحابة أذرف
نصيبى من البكاء
مهمومــًا!
وكم يتساءل عن
سبب تواجدى على
مشارف اللاممكن أطمح
فى الممكن الممكن!
وأنا تحت وطأة
المدافع...
وشظايا القنابل أحاول
مجبرًا على الصمود
مرغومًــا...
على تثبيت قدمى
بقدر الإمكان
فى وجدان أرض
جعلنى عشقها عبدًا
مرهونًا بها..
محكومــًا
بسلاسل حبها السرمدى
تحت الردم أتفقد
أشلائى دومًــا
وفى الهدم أبحث
مذعورًا عن روحى!
أخاف أن تزهق
روحها!!
فأصير فقط صنمًا
من البوح النارى
محرومــا
لا فائدة ترجى منى
يَلف الأسمنت صيحاتى
ويُبقـِى الفولاذ صوتى
ملجومــــًا!
بعينين جاحظتين أترقب
قدوم إنكيدو
وبصوت أصم أغرد
لأزيل تجاعيد وجعى
عن وجه نثر
يتنهد...
تنهدات شجرة السنديان!
فإنكيدو هو الوحيد
من يفهم لغة
الطير الكاسر!
وهو الوحيد من
يعثر على ورق
أتلفته هناك فظل
مردومــًـا!
تحت رماد الجثث
لأرسم عليه بحروفي
حرارة جمر تركَته
قبلة من سيدة
الشرق غزة على
شفتى...
وعلى حجر اللازورد
أنقش شعرًا حماسيًا
ملغومــًا