ملامح شخصية: قاسم عبده قاسم.. مؤرخًا ومترجمًا
أحمد سليم عوض
يعد الأديب والمترجم قاسم عبده قاسم أحد قلة استطاعت ربط التاريخ بدراسة الأدب والشعر، وهو الاتجاه الذى بدأه المؤرخ الرائد محمد صبرى السوربونى فى عشرينيات القرن الماضى، بكتبه الرائدة: بين الأدب والتاريخ، الشعر والتاريخ، قراءة فى شعر حافظ وشوقى، قراءة فى شعر الحركة الصليبية، الرواية التاريخية عند محمد فريد أبو حديد.. قراءة فى رواية ابنة المملوك، الرواية والتاريخ تفاضل أم تكامل؟ والرواية والتاريخ زمن الازدهار.
وتخصص قاسم فى تاريخ العصور الوسطى عامة، والدراسات المملوكية ودراسات تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب فى العصور الوسطى بشكل خاص، مقدمًا أكثر من 40 مؤلفًا فى التاريخ والحضارة، أبرزها حضارة أوروبا العصور الوسطى، عصر سلاطين المماليك "التاريخ السياسى والاجتماعي"، ماهية الحروب الصليبية، كما قدم عدد من الترجمات المهمة لدراسات غربية من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية، عن الحروب الصليبية وتاريخ العصور الوسطى ومناهج البحث فى التاريخ، وله عدد من الدراسات حول قضايا المنهج فى الكتابة التاريخية، منها: إعادة قراءة التاريخ لا كتابته، هل يمكن تزوير التاريخ، الرؤية الحضارية للتاريخ، تطور منهج البحث فى الدراسات التاريخية، فكرة التاريخ عند المسلمين، وقراءة التاريخ.
واستخدم التراث الشعبى كمدخل لدراسة التاريخ؛ ويشكل هذا الاتجاه فى أعمال قاسم عبده قاسم، إضافة جديدة فى حقل الدراسات التاريخية عن عصر المماليك، عبر ربطه بين التاريخ والتراث الشعبى واعتماده مصدرًا للدراسات التاريخية، ومن أهم دراسته فى هذا المجال: كتابه بين التاريخ والفلكلور 1993م، وأبحاثه المتعددة وأهمها: السيرة الشعبية مصدرًا لدراسة التاريخ الاجتماعى، والحروب الصليبية فى ألف ليلة وليلة، والشخصيات التاريخية فى سيرة الظاهر بيبرس، والأعمال الثلاثة صدرت فى عام 1986م، ثم دراسته عن النيل فى الأساطير العربية (1987م) والأدب الشعبى وسيلة لدراسة التاريخ الثقافى (1988م)، والموروث الشعبى والدراسات التاريخية – خطط المقريزى دراسة تطبيقية (1994م)، والرؤية الشعبية للأحداث التاريخية (1996م)، وشجر الدر بين السيرة الشعبية والتاريخ (1999م)، وشملت دراساته التاريخ السياسى لعصر المماليك، وأهمها: "الأيوبيون المماليك" بالاشتراك مع على السيد، وعصر سلاطين المماليك – التاريخ السياسى والاجتماعى 1998م، فى تاريخ الأيوبيين والمماليك 2001م، كذلك دراسته عن الملك المظفر سيف الدين قطز، وأبحاثه عن القدس فى عصر سلاطين المماليك (1990م)، ومفهوم السلطة فى عصر سلاطين المماليك (2002م)، كما اهتم بدراسة علاقات مصر المملوكية بالعالم فى بحثين؛ الأول عن مصر وعالم البحر الأحمر فى عصر الجراكسة (1978م)، والثانى حول علاقات مصر والحبشة فى عصر سلاطين المماليك (1987م).
وفى مجال التاريخ الفكرى والثقافى كتب عن فكرة التاريخ عند شمس الدين السخاوى (1980م)، وعن الثقافة والعلوم فى عصر سلاطين المماليك (1996م)، وقدم دراستين عن ابن خلدون فى إطار الاحتفالية المشتركة بين المجلس الأعلى للثقافة المصرى ومكتبة الإسكندرية، الأولى فى القاهرة بعنوان: "ابن خلدون وكيف قرأه المؤرخون العرب"، والثانية بعنوان: "أزمة المفكر فى ظل نظام استبدادى: ابن خلدون نموذجًا".
.وحصل قاسم عبده قاسم عام 1983م على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية، وعام 1985م على شهادة تقدير للتميز فى الإنتاج الأدبى من جمعية الآداب بمصر، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من مصر عام 1983م، وجائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية عام 2000م، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2008م.