إسرائيل تدق طبول حرب المياة
لا تزال اسرائيل تتحرك كما تشاء وتملي ارادتها على العالم أجمع .. بدليل هذه السياسات الإستيطانية البالغة الخطورة على الأراضي الفلسطينية .. دون أن تُسمع كلمة عتاب .. أو حتى همسة مؤاخذة ..
وتمضي اسرائيل في تحقيق أهدافها.. ونيل مآربها في ثبات تحسد عليه .. كيف لا تفعل ؟؟!!! ... وأمتنا الإسلامية والعربية غارقة في دمائها .. بعد أن خف وزنها... وانعدمت رائحتها... وذهبت ريحها ...
والعالم الغربي مشغول.. بخروج انجلترا من الإتحاد الأوربي.. والتداعيات التي ستترتب على خروجها ...
وأمريكا مهمومة بالجولة الأخيرة في الانتخابات الرئاسية بين «ترامب» و«هيلاري كلينتون» ...
وروسيا حريصة على أن تنهي صراعات سوريا .. وتدعيم بشار وإن أدى إلى القضاء على سوريا ومحوها من الخريطة ..
وفي ظل هذه الأجواء الأقليمية والعالمية الملتهبة .. تتحرك اسرائيل وتنفذ مخططاتها ...
يبدو أنها المستفيد الوحيد من الحالة التي يعيشها العالم الآن ... ولم تكتف إسرائيل بدافع من الصهيونية أن تتوسع في الإستيطان .. على حساب الأراضي الفلسطينية المحتلة .. ... بل أمتد نشاطها وتعدد حتى بلغ أفريقيا ...
وها هي اسرائيل تسعى على الأراضي الافريقية لتحقيق مصالح آخرى .. تجوب بلادها .. وتغري أهلها .. وتدفع شعوبها دفعا ...
وخاصة في بلاد حوض النيل للضغط على مصر فضلا على عرقلة المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا بشأن سد النهضة .. وحصة مصر من مياة النيل ..
لقد زار رئيس الوزراء الإسرائيلي عدة بلاد أفريقية ولمدة امتدت لأيام .. يعرض المساندة والمساعدة .. وتقديم التكنولوجيا إليها مقابل مكاسب متعددة الأغراض متنوعة الأهداف لأسرائيل في أفريقيا سياسة واقتصادية وعسكرية ودبلوماسية وأمنية وزراعية ...
لقد أدركت إسرائيل سر الصراع الاقتصادي الدائر بين أمريكا والصين حول الاتجاه إلى أفريقيا بعدما تأكدت أنها أرض المستقبل .. وتربة الاستثمار الجديدة فأسرعت إليها تقدم لها نفسها وخداماتها لتحصل منها على ما تريد على كافة المستويات ...
كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي جاب دولا في حوض النيل وهي ( أوغندا - كينيا - رواندا - أثيوبيا ) .. في الوقت الذي تشهد فيه هذه الدول بالذات حراكا منذ فترة للعمل على الاستفادة من مياه نهر النيل ...
وسط مخاوف حقيقية من الدبلوماسية المصرية .. من أن تدفع الزيارة إلى مزيد من التشدد إزاء الدعوات المطالبة بالحفاظ على حصة مصر المائية وكذلك مالها من حقوق تاريخية في مياه النيل
لمــــــــــــــاذا ؟؟؟!!!!!!!
هل ليقرب المسافات بيننا وبينهم ؟؟؟!؟!!!!..... أم أن المسألة «واضحة للعيان» ولا تحتاج إلى تعليق وبيان للوجه السافر والسافل ... لدور اسرائيل في قارتنا وبين أهالينا ؟؟!! ...
أيــــــهــــــا الســـــــادة .....
إن هذه الزيارة تأتي وفقا للأجندة الإسرائيلية .. التي تسعى بكل ما تملك لفتح نافذة لها في أفريقيا تحقق بها أهدافها المزدوجة .. وأغراضا المتعددة منها وفي المقام الأول عرقلة الجهود المبذولة .. بشأن سد النهضة وحصة مصر من مياه النيل كما أشرنا آنفا ..
ومنها كسب حلفاء لاسرائيل يؤيدون مواقفها .. ويكفي أن دولا أفريقية وافقت على منح اسرائيل صفة المراقب للاتحاد الافريقي .. لولا يقظة السيدة « نكو سازانا دلاميني» التي رفضت وبررت رفضها استنادا لمبادئ الاتحاد التي تنظر لإسرائيل على أنها «دولة احتلال» .. وقائمة على نظام عنصري .. لقد حاول«نتنياهو» خرق هذه المواثيق وإملاء إرادته على أفريقيا !!!!
ومنها التأثير على الاقتصاد المصري في السوق الأفريقية ...
ومنها التأثير على القضية الفلسطينية ..
ومنها محاربة مصر بالقادة الأفريقية والوقيعة بينهما...
تسعى اسرائيل يا سادة لتنفيذ مشروعات مشتركة بينها وبين أفريقيا لتقليل كمية المياه لمصر وكذلك لدولة السودان ...
إن اسرائيل تتحرك في كل الاتجاهات لتحقيق مصالحها وتدعيم أدوارها والوصول إلى غاياتها ...
فانتبهوا قبل أن تكون أفريقيا لقمة صائغة في يد اسرائيل تأخد خيراتها وتلتهم ثرواتها وتتسلل إلى أراضيها في غفلة منا ...
كفانا نيام وبعدا عن الجيران وإلا فالقادم مخيف وطبول حرب المياه يُسمع دقاتها من بعيد !!!!!
فأين الدبلوماسية المصرية من هذه التحركات المدروسة ؟؟!!!!
أنترك لاسرائيل الميدان وتعطيها الفرصة لالتهام القارة السمراء بكل ما فيها من بركات وخيرات وثروات
أم تتخذ من التدابير السريعة والتحركات الواعية والاجراءات الاحترازية الفاعلة ما يحول دون تحقيق آمالها وأهدافها !!!!!
لقد مضى على مصر زمان كانت فيها رجال زينوا مناصبهم وأضافوا إليها ...
وأتذكر وأنا في مستهل حياتي العملية... وأصعد على سلم الصحافة في «جريدة الأهرام».... شخصيات سياسية.. ودبلوماسية.. وقانونية وعامة.... كانت لها من المهابة والتأثير على الرؤساء والدول... كنا نراهم ... ونسمع منهم في اعراز وإكبار ...
نرى فيهم شموخ مصر وعظمة تاريخها .. ولا نخشي بهم على مستقبلها ..
فأين هؤلاء من حياتنا؟؟؟!!!! ... وأين نحن منهم ؟؟!!! ..
ومما يزيد حزني... ومخاوفي أن القيادة السياسية ما زالت تبحر بمفردها.... على الرغم من شدة العواصف وحدة الأمواج .. وثقل المسئوليات .. وتعدد الضربات .. وخاصة فيما يتعلق بالشئون الخارجية والقصور في النهوض بالعملية التعليمية ...
فستوعبوا الدرس... وادركوا الخطر... وسدوا الثغرات... وهبوا لنصرة مصر... وحماية تاريخها... وشعبها وأرضها ومكانتها ومصالحها في الداخل والخارج ولاسيما في القارة الأفريقية التي تحتاج إلينا ونحتاج إليها ... وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر والقارة السمراء ...
وفــــــقـــــــكـــــم اللــــــــــــــــــــه