فضيحة كاذب متوحش
أعتقد أنه كان إنذارا خاطئا ... ولكنه لم يكن مجرد إنذار .. لأنه إن صح كلامي فهو عنوان كبير بالون أحمر ... دامي.. لأخطر وأخس الجرائم الإنسانية اللإنسانية...
أعتقد أنه كان إنذارا خاطئا ... ليكون بمثابة الفخ أو المصيدة .. إن صح كلامي .. ليتشابه مع دعوة الحفل التي كان «محمد علي» قد أقامها لجمع وحشد وجهاء المماليك في أطراف الصعيد المصري .. الذين يتسببون في إزعاجه ويخشى بأسهم .. فما كان منه إلا المؤامرة واللوع والخيانة والغدر... حيث قتلهم جميعا وكانت «مذبحة المماليك بالقلعة» ...
وبالأمس وأنا أتابع حادث تركيا .. شعرت بأن التاريخ الذي قرأنا عنه يعيد نفسه أمام عيناي ..
وأنا اسمع عن التمرد .. وأنا اسمع العصيان والمؤامرة .. وأنا اسمع عن «انقلاب» .. فلم ترى أو تدرك حواسي عيناي أو أُذناي .. أي تفاصيل من تلك المسميات ..
بل أنني رأيت مشاهد مفصلة .. منظمة .. مبرمجة .. وكأنني أشاهد فيلما تسجيليا فيه توزيع أدوار بصورة مرسومة جيدا .. ولكنه كان فيلما صامتا .. رغم محاولات الصخب المفتعلة التي كانت تٌدعى ...
لم يظهر على الشاشة قائد لهذا الإنقلاب .. أو حتى ناطق باسمه .. ولكن علمت بذلك الإنقلاب من خلال الحكومة القائمة ذاتها ..
وعلى لسان رئيس الدولة نفسه ... الذي وجدته ثابتا ثباتاً إنفعاليا عاليا .. لا يتناسب مع الموقف وشدته .. الذي كان يحاول أن ينقله إلينا ... والذي كان يحاول أن يصوره للعالم بأسره ..
ومن الغريب أن تليفزيون الدولة كان يركز على موقع واحد .. للمؤيدين لموقف الدولة والحكومة .. محاط بحشد عالِ من تأمين قوات الجيش .. لعمل سياج قوي جداً لا يمكن اختراقه ولا يمكن..
مستحيل أن يتم خلال ربع ساعة نزول هؤلاء المؤيدين وتلك الحماية .. حين استغاث الرئيس كما ادعى ..
لأن ذلك المشهد حتى يتكون لابد أن يأخذ اربع ساعات .. أو أكثر .. من حشد للناس ثم التأمين ...
وأزعجني أن هناك ترويج لإنقلاب .. لتمرد .. لعصيان .. و .... و.... و... ولم أجد أي من الصور أو البراهين أو المظاهر التي تدل على هذا .. أو ذاك .. أو ذلك !!!!!!!!!!!!!!! ....
وتعجبت حين ظهر الرئيس على جهاز موبايل على التليفزيون ... يتحدث فيه مستغيثا بالشعب التركي .. بصورة مفتعلة وغير طبيعية ..
وليست صادقة على الإطلااااااااااااااااااااق ...
وهو مهندم وهادئ ... وثابت انفعاليا كما قلت سابقا كأن أمراً لم يكن ...
وحين بدأت اتابع قنوات أخرى على سبيل المثال «CNN» .. هالني ما رأيت من ضرب النيران على مواطنين عُزل .. في أماكن متفرقة منها «إسطنبول» ..
لم أرد أن استبق الأحداث .. لأني لم اتصور إفتعال موقف خطير كهذا .. وأن اللعب بالشعوب يصل إلى هذا الحد المؤسف ... واعتبرت ان افكاري وسوسة شيطانية ... وتركت للزمن أو للوقت... الفصل ولو لساعات .. ليؤكد حدسي من الوهلة الأولى أو ينفيه ...
وخاطبت نفسي ولا أزال بصوت عال معكم : أمن المعقول أن تتم السيطرة على إنقلاب جيش ؟؟؟!!!! .... أكرر« إنقلاب جيش » .. أو حتى فصائل منه .. أو وحدات منه .. وكذلك كتائب تابعة لأي سلاح فيه ..
ولا سيما سلاح الطيران .. والقوات البرية .. لأن هذا معني ما أسموه "إنقلاب عسكري" !!!!!!!! ... ويتم انحساره وحصاره ... خلال سويعات الليل وقبل طلوع النهار .. وقبل إشراقات الفجر ... يكون تم السيطرة عليه؟؟؟!!!!!!!!!! ...
هل لو أنه إنقلابا عسكريا حقا .. لما كانت تركية غارقة في بحور من الدماء الآن ... تغطي البحر الأبيض الذي يزينها ؟؟؟؟؟؟!!!!!.....
وحين علمت بتمكن الرئيس من الموقف .. وعودته المزعومة ... لأني لم أجده قد غاب من أصله ...
تأكد حدسي ... إنها «مسرحية» هزلية .. رخيصة .. حقيرة ...
إنها كانت صفارة إنذار .. ولكنها كانت خادعة ... حتي يجمع حولها المعارضون .. حين يخرجون من جحورهم ... حيث يتمكن من تصفيتهم ...
وأيقنت أن نداء الشعب التركي الشقيق المنكوب .. للنزول إلى الشوارع .. إنما لعمل تغطية على المذبحة التي قام بها .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ....
كانت دعوة الرئيس لنزول الشعب إلى الشارع إنما هي بمثابة عصفور لضرب ثلاثة أحجار في آن واحد ..
العصفور الأول : حتى يبدو أنه يدعم «الديموقراطية عنوانه » .. وخير ستار لإخفاء ديكتاتوريته ... كأن خروجه إلى الشعب .. رد فعل طبيعي لإرادة الشعب ... وبهذا إنما هو يقلب الحقائق التي رأيناها رؤيا العين .. وأنه هو الذي يدفع الشعب ..
العصفور الثاني : تمكنه من تأديب بل وتصفية المعارضين تحت غطاء مصوغ ... الذين تلقوا الرسالة وفهموها ... وبالفعل خشوا بأس الرئيس وانتقامه .. وفورا قدموا فروض الولاء والطاعة ...
العصفور الثالث : تم ضربه في مقتل .. للسيطرة عليه .. وإصابته إصابة بالغة.. وهو الجيش المعروف عنه .. مشاكسته ومعارضته الدائمة .. وصوته العالي حتى على الرؤساء ..
وإلا لما قوى الشرطة كما كان يعمل ... حتى يمهد لهدفه الذي يريد أن يصل إليه .. وهو تحويل الدولة إلى النظام الرئاسي الذي يمنحه الكثير من الصلاحيات ... التي من المفترض أن تساعده .. لتحقيق كل أهدافه .......... لا جيش ولا حكومة تمنعه من صلاحيات مطلقة ...
صلاااااااااااااحيااات مطلقة ...
وللسيد »أر دوغان» ديكتاااااااااااااااتورية مطلقة .....
بدأت اليـــــــــــــــــــوم ...
في التووووووحش ضد جنوووووووووووده !!!!! ...
ويؤكد حدسي ... استقالة رئيس الوزراء المحترم «داوود أوغلو» أستاذ الجامعة الإكاديمي .. محل اتفاق جميع أفراد الشعب التركي ...
كنت أود أن احاوره من قبل ... الا أننى اكتشفت بالأمس .. فيلما هزليا رخيصا ... لا أقارنه حتى بالمسلسلات التركية التي تغزو قلوبنا .. لأنني هكذا أهينها ... لأنها تحمل قيما ومشاعر إنسانية عالية ... تتناقض مع الغابة التي تسكن هذا الرئيس ....
كنت لا أحب التعليق احتراما للشعب التركي العظيم .. تلك الدولة الغالية صاحبة التاريخ العظيم .. الذي أشيد به وسأظل وإلى الأبد ... ولن يقطع صلتي بها «رئيس مؤقت» ... وستكون مشيئة الله التي هي قادرة على تعجيزه ..اسبق اليه. التي لا أدري كيف يتغافلها ؟؟؟!!!!...
و بعد فيديوهات الضابط الأحرار الذين استجابوا ... لخديعته ومكره و سمه .. حتى خانهم وغدر بهم واقناعهم ... أنهم الغالبون .. بالإعلان عن ذلك الإنقلاب .. حتى يقعوا في شباك تلك الخيانة .. ويشاركوا في الإنقلاب المزعوم ...
لذا لزاما عليّ أن اكتب إليه وأقول .. وأنا في منتهى الأسي والقرف .. شتان بين كراهية العرب والمسلمين لك .. وكراهية الغرب وأمريكا تجاهك .. والتي ظهرت جليا بعد تلك «المسرحية الهزلية» ...
من الأولى أن تكون رحيما .. بشعبك وجنودك قبل «فلسطين»وأرضها .. أم أن هذه مسرحية أخرى مع «فلسطين» .. لأنني اشك في نواياك تجاه «فلسطين الحبيبه»..
ومن يدري التطبيع مع «إسرائيل» ... إنما هو ضد فلسطين شعبا وأرضا ... لأنه لم يكن لك خيرا في شعبك وجنودك .. فلن يكون لغيرهم مهما وصلت حدة الخلاف والإختلاف ..
فكراهية العرب لك أسبابها موجودة .. سجلها التاريخ ... بالتمويل الخسيس للمؤامرة الخسيسة .. لخراب بلادهم وبإسقاط رجالهم .. وضرب الدين باستخدام أبنائه .. تنفيذا لأهم «بروتوكولات صهيون» أصدقاءك !!!!! ..
أما كرهية الغرب فهي أشرف لك ... لأنها تستند على شرف أجدادك .. الذي وإلى الان يرتجف من سيرتهم ،، منذ عهد محمد الفاتح .. يبذلون أقصي جهد لعدم العودة إلى العهود السابقة ...
بدليل زراعتهم وصناعتهم للرجل الصنم « كمال الدين أتاتورك » حتى يأمنوا شر تركيا ..ذلك الذي معه ضاعت الخلافة الإسلامية .. بل وتم محو الإسلام شكلا على يده .. فضلا عن ترسيخه مفهوم العلمانية الذي يصطدم مع مفهوم الإسلام بالكلية ..
وأقول لك :
كنت سأتعامل معك مكرهه من أجل الإسلام .. من أجل بلد مسلم مغلوب على امره.. اسمه تركيا .. كان شرف الدولة الإسلامية ..
كنت اتمني أن تحيي أمجاد أجدادك الذين تتغني بهم في كل محفل ..
وحيث قادني حدسي بالأمس أنها مسرحية .. اترفع اليوم عن الكتابة لك ..
لااااااااااا تستحق
هل تعلم .. لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
لأنك اتخذت الخديعة أسلوب وطريقا ومعالجة ... لوصولك لإشباع أمراضك النفسية في الاستئثاربالحكم والسلطة علي حساب أشلاء أبرياء أو أخرين لمجرد أنهم اختلفوا معك في الرأي ...
باستئثارك بالسلطة ديكتاتوا متوحشا !!!! .. ...
لأيام قريبة مضت .. كنت اتصور أنه يمكنني تحريك الخير بداخلك.. الإنسان بداخلك .. لتقييد وكبح جماح .. الشر الذي يكبلك ... أوجهه ضد أعداء الإسلام ...
لذلك خاطبتك مرارا على أمل الإستجابة في تحويل ذلك الغول بداخلك .. ولكن ليس لشعبك وإنما إلى حلبة الوحوش أعداء الإسلام ..
واليوم وبعد أن شاهدت عيناي وسمعت أذناي .. وتأكد قلبي وحدسي أنك متوحش .. فلا يليق بك أن تكون سفيرا أبدا عن دولة كانت تحمل شرف الإسلام ..
وإذا كنت قد تمكنت من شعبك وجنودك .. فانتظر مكر الله ... لا تأمن مكر الله ... «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» ...
لا تنم قرير العين ... بل لا تغمض عيناك ... لأن الجزاء سيكون من جنس العمل .. وما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال .. ونعوذ بالله من حال الهالكين ..
إعلم أن الايام دول «وتلك الأيام نداولها بين الناس» .. وإذا كنت أنت قد بدأت هذه «المسرحية الهزلية المتوحشة» ... فاعلم انك لست أنت الذي سوف تنهيها !!!!!!! ...
لا تنخدع بإلتفاف الناس من حولك.... ولا بالقوة التي اعطاك الله إياها ليختبرك .. إنما يُملي للظالم .. يوم يأخذه أخذ عزيز مقتدر ...
لان الذي ينهيها هو القوي القادر ... الحاكم العادل سبحانه وتعالى على أيدي ابطال أخرين ... مسلمين ولكن شرفاء حتى في خصومتهم ...
ولشعب تركيا المسلم العظيم العزيز لكم خالص عزائي .. وأخلص دعواتي ودعوات كل المصريين ..
ونسأل الله أن يكون عنا جميعا .... سندا وظهيرا وداعما لكم ... قلوبنا معكم .. أرواحنا ترفرف حولكم ورحمة الله تراعكم وتصونكم هي أولى بكم .. أحن وأقدر منا عليكم ....