القادم ... أسود
هل من أجل القضية الفلسطينية... وحل أزمة الدولتين.. توجه وزير الخارجية المصري «سامح شكري» لإسرائيل .. بعد انقطاع دام لسنوات ؟؟؟!!!! ...
أم أن هذه الزيارة تأتي في ظل التحركات المريبة... التي تقوم بها «إسرائيل» في أفريقيا !!!!!! ..... تحاول أن تنتزع منها الموافقة على منح إسرائيل حق الوصاية عليها !!!! ....
أم أنها جاءت بعد تطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل- وإن كان منذ زمن أكل عليه الدهر وشرب- ؟؟؟!!!!!!
أم أنها زيارة طبيعية ليس ورائها أهداف سرية غير معلنة ؟؟؟!!!!! ...
أم أنها للتحضير لزيارة قريبة «لرئيس الوزراء الإسرائيلي» إلى القاهرة ؟؟؟!!!!..
أم أنها تتعلق بالوضع الميداني والأمني في إسرائيل ؟؟؟!!!! ...
هل هي اشارة جديدة على تنامي العلاقات بين القاهرة وتل ابيب ؟؟؟!!!!! ...
أم أنها للترتيب والتحضير لمؤتمر باريس للسلام .. ومحاولة تقريب وجهات النظر من أجل إقامة وعقد لقاءات اسرائيلية فلسطينية مباشرة.... والعمل على تشجيع الطرفين لإستئناف المفاوضات بينهما وتحقيق عملية السلام ؟؟؟!!!! ...
أم هي لمساعدة إسرائيل في استعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة ؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!....
أم أنها تتعلق بظروف سقوط الطائرة المصرية عقب العثور يوم الخميس الماضي على بعض شظاياها قرب شواطئ مدينة «نتانيا» شمال «فلسطين المحتلة» ؟؟؟!!!!!....
أم أنها لتأكيد مصر على قوتها الإقليمية والدولية في المنطقة ... وأنها الوحيدة القادرة على المساعدة في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني !!!!!!!!!....
أم أنها جاءت لترسخ العلاقات الثنائية بين مصر وإسرائيل ؟؟؟!!!!!!!!....
أم أنها جاءت استجابة لدعوة أطلقها الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» إلى الجانبين في مبادرته المطروحه في مايو الماضي بحل أزمة الدولتين ؟؟!!!!!! ...
هذه هي بعض الأسئلة التي دارت في روءس المعنيين بالشئون الخارجية في الصحف المصرية والعالمية ...
ويبدو أن هذه الاستفهامات المتعددة تأتي انعكاسا لطبيعة الزيارة التي لم يعلن عنها من الجانبين......
كما أن توقيت الزيارة أثير حوله الكثير من الاستفهامات والاستنتاجات ... فضلا عن ما شاب أهدافها وما يحيطها من مضامين !!!!!!! ....
دعونا نناقش هذه الفروض التي أطلقها المهتمين بالشأن المصري الإسرائيلي .....
قام وزير الخارجية منذ أسبوعين بزيارة عاجلة لرام الله .. والتقى فيها بالرئيس «أبو مازن» ليسمع منه المعوقات التي تحول دون إتمام عملية السلام ...
في ظل التعنت الإسرائيلي المستمر ... ولا سيما في التوسع في الإستيطان !!!!!! ... ضاربين بعرض الحائط بكل القرارات الدولية .. فضلا على الإستهجانات التي تأتي من العالم !!!!!!.....
أضف إلى ذلك الممارسات المستفزة والمرفوضة .. التي تقوم بها إسرائيل في القدس الشريف ... وبالأخص في المسجد الأقصى !!!! .. وغير ذلك الكثير !!!!!!....
الأمر الذي دعا وزير الخارجية المصري التوجه إلى إسرائيل بنفسه بعد انقطاع في العلاقات دام لسنوات .. ليثبت حرص مصر الدائم .. وجديتها في الوصول إلى حل شامل و عادل ... ينهي حالة الصراع .. وتحقيق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة ..
وكذلك نؤكد أن الزيارة تأتي في إطار الترتيب والتحضير لمؤتمر «باريس للسلام»... لذلك تعد الزيارة في ضوء هذه المهمة طبيعية ....
ولكن الذي لا يمكن أن نجهله أو نتجاهله .. وأن له الصدارة أنها تأتي في اطار إحياء الاهتمام الدولي لصالح القضية الفلسطينية وإعادة الحقوق الفلسطينية للفلسطنيين.. الذي جدده وأعده التحرك الأخير الذي قام به «الرئيس السيسي» في دعوته في مايو الماضي... بمخاطبته «المجتمع الإسرائيلي» بصورة مباشرة دون وساطة على الهواء مباشرة بكل تلقائية وإن كانت رشيدة وحكيمة حملت في مغزاها رسالة في غاية الخطورة مما كان لها أثرا بالغا سجله العالم بأسره ..
خاصة داخل «اسرائيل» وإن كنت اعتقد أنها صدمة «للقيادة الإسرائيلية» رغم أن رسالة «الرئيس السيسي» احتوت الشعب الإسرائيلي بصورة فائقة.. فضلا عن أنها تسببت بالتفاتة كبيرة جدا تجاه عودة مصر لدورها الريادي التاريخي في حل «القضية الفلسطينية» ..
وبهذا تكون تلك الدعوة قد شكلت أحد مخاوف «الحكومة الإسرائيلية» من تحرك مصر السياسي .... مما دعا إسرائيل أن تعجل بالتحرك بكل ثقلها في القارة الإفريقية.... وخاصة مع بلاد «»حوض النيل التي ترتبط بمصر بعلاقات وثيقة قوية ...
حيث قام «نتنياهو» بزيارة افريقيا لخلق تيار يؤيد «الكيان الصهيوني» ويناهض «العرب» وعلى رأسهم مصر ....
حيث قام بالتوقيع على عدة اتفاقيات مع بعض الدول ..للاستفادة من الخبرة الإسرائيلية في تطوير الزراعة .. بتلك الدول التي تعاني من قلة الانتاج الزراعي بالقياس إلى زيادة السكان لديها ...
وكذلك الوقوف على صفقات تجارية لتصدير المنتجات الإسرائيلية وفي المقابل عسكرية لتقوية الجيش الإثيوبي ..
وهنا مربط الفرس ... هنا يكمن سر زيارة «نتنياهو» لإثيوبيا .. أنه ليس من أجل لا الزراعة ولا التجارة ولا الصناعة رغم استفادتها «على الماشي» ولا من أجل السلام نفسه !!!!!.. ولا من أجل عيون أفريقيا كما ادعى أحد الوزراء الإسرائيلين نفسه .. وإنما من أجل عيون مصر ولكن سلبا طبعا !!!!!!!!! ... لتعزيز «الكيان الصهيوني» داخل أفريقيا .....
وتأكيدا وتحديدا لتعزيز الجيش الإثيوبي.. الذي يعني توفير الحماية الأمنية «للسد الإثيوبي» «النهضة سابقا» ... الأمر الذي يقوي ويعزز ويدعم ويثقل ويؤزر ويعلي من شأن اثيوبيا للتشدد في تنفيذ مطالب مصر ...
نعم.... ستستغل اسرائيل دعمها لإثيوبيا في بناء «السد الإثيوبي» الذي سوف يوفر طاقة كهربائية كبيرة سوف يعطي الحق لاسرائيل في الاشتراك في عملية توزيع الطاقة الفائقة وتصديرها .. ولكن بالدرجة الأولى التحكم في مصالح مصر !!!!!!! ...
وإلا !!!!!!! ..... لماذا هذا التحرك السريع لإسرائيل؟؟؟؟!!!! ... والإجابة... لأن «إسرائيل » تريد أن تشغل مصر بمعارك دفاعية للدفاع عن مقدرات الوطن وموارده ... فما لبث الرئيس «السيسي» أن تتعافى معه القدرات المصرية بمحاولات تنمية مواردها واقتصادها ...
أيضا بداية تجديد دور مصر تجاه القضية الفلسطينية ... وبين هذا وذاك وقبلهما وبعدهما ... حتى خشيت «اسرائيل» من تزايد القدرات العسكرية المصرية ... التي باتت في تطوير وتطور واضح وبارز وملموس لدعم القوات المسلحة المصرية بامكانات عسكرية جديدة من مصادر مختلفة ... مما قد يحقق تعادل في قوة الردع العسكري مع «إسرائيل» في المنطقة .....
لذلك تستوقفني زيارة السيد سامح شكري «وزير الخارجية» أنها امتدادا لموقف «الرئيسي السيسي» في استرداد بل وتجديد دور مصر في القضية الفلسطينية !!!!! ...
ونظرا لأهمية الوصول إلى حل وإحياء مساعي السلام وترسيخ مبدأ حل الدولتين .... والتأكيد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعدما استشعرت مصر الدور الإسرائيلي الغامض في فرنسا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
ولكن....... يا ترى هل ناقش في «تل ابيب» التأثير السلبي للنفوذ الإسرائيلي في القارة السمراء ؟؟؟!!!!! .... وانعكاساته على المصالح المصرية ؟؟!!!!! ... حفاظا على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في تدخلها الشائك المريب مع إثيوبيا؟؟؟!!!!! ...
وهنا أحذر إسرائيل اللعب بالنار مع مصر في الوقوف ضد مصالح مصر تحت مسمى تعاون مع إثيوبيا أو تبادل خبرات ... وتعزيز أي عداء مع إثيوبيا ضد مصر ..
خاصة أن إسرائيل تبحث عن مصالحها وعلى رأسها مصادر للمياه ... لتوفير الطاقة اللازمة لديها للزراعة والكهرباء ... وإن كان والله أعلم من قبلها محاولة الاستفزاز لمصر وجرها إلى حرب جديدة وهي حرب المياه .... لاستدراج قوتها العسكرية واستهلاكها واستنفاذها واستنزافها قبل من نموها وتضخمها أكثر من ذلك ....
هل استعرض معهم تأثير تطبيع العلاقات الإسرائيلية التركية على مصر ؟؟؟!!!!!!....
اتساءل وكأني لا أعرف .. وكأننا جميعا لا نعرف .. أن ذلك التحالف كله من أجل النيل من مصر ...
لذلك أقول أن قضية المياه قضية حياة أو موت .. قضية مصير .. مما يوجب على الحكومة المصرية سرعة إنهاء التعاقد مع اللجنة الاستشارية المنوطة بموضوع «السد الإثيوبي» «النهضة سابقا » قبل تمكن إسرائيل من عرقلته قبل النهاية ..
أي أنه يجب على الدبلوماسية المصرية التحرك إلى إثيوبيا في خطوة وثابة فورا ...
ورسالة تحذير أخرى إلى الأمة العربية ... أنه إذا كنتم حريصين على مصائركم ومصالحكم أيها الاشقاء العرب..... فعليكم الوقوف بجانب مصر جبرا وليس اختيارا .. لأنه إذا لا قدر الله لو أصيبت مصر من أعدائها الحقيقين ..
فلن يكون هناك كيان عربي حتى لو اجتمعت تلك الدول العربية بكافة امكانياتها وطاقاتها للدفاع عن ذاتها فلن يكون إلا العدم .. ذلك لأن الدولة الأم مصر قد أضيرت ... لا قدر الله ....
لأن الأمر لم يعد يقتصر الآن على دولة إسرائيل بأطماعها من «النيل إلى الفرات» بل هناك من الدول التي ظهرت على السطح بانفتاحها مؤخرا على أفريقيا ....
ليكون لها وجود ومصالح وهي «إيران» .. «تركيا أر دوغان» .. حيث يحاول الجميع في نفس واحد بصوت واحد على قلب رجل واحد وإن كان بالباطل ... ضرب المصالح المصرية من الخارج بعد تعثرهم من ضربها وتخريبها بالداخل ..
فبات الضرب من الخارج هو السلاح المشترك .. القاسم المشترك الأعظم بين أعدائها .....
ولا يسعني في هذا المقام الذي تشتد فيه الرياح والعواصف لتعلو معه شدة تلاطم الأمواج إلا أن أرفع الراية السوداء و الحمراء ...
فخذوا حذركم .. واستعدوا للقادم .. الذي يبدو أنه الأسوأ .. الأسود