الرأي رأيك يا عمر .. وهل قول بعد قولك يا عمر !؟
الحلقة الثامنة
وما كان الزمان إلا مخلدا لرجال.... وما كان الزمان إلا باكيا عليهم.. وماجاد الزمان برجال إلا وكانوا فخرا على جبينه... وما ضن الزمان إلا برجال... ليكونوا سبة في ضميره ....
ليكون الزمان وجوده بهؤلاء الرجال... الذين يستمروا في وجدانه .. فيحيوا هذا الزمان... مهما مر عليه من زمان ...
ليكون هكذا دوما الزمان.. ذاكرة الرجال... يحتفظ بالرجال .. يشدوا بالرجال وللرجال.....
وفي غيابات منه .. نجد أنه كان فيه من السقطات... ولكنها ليست منه... إنما من رجال آخرين... وما كانوا إلا أشباه رجال...
يركنون في جنباته المظلمة... ولكنه لا يحتفظ بهم .. إنما هو يلفظهم .. وحين تأتي ذكراهم.. إنما كي نجدد معه لفظهم....
إنما ليكونوا سببا في الاقرار بقيمة الرجال الذين هم عطر التاريخ بفواح رائحة الرجولة .. والشرف والمروءة والكرامة .... بريق من نور حين تظل أعمالهم منارا ونبراسا وصروحا شامخة ... مشاعل أبدا لا تنطفئ...
فحين يحتفظ بذكرهم وذكراهم إنما ليتزين بهم .. ليكونوا عنوانا له ...
وهكذا دوما نقف على أعتاب الزمن نتأسى أمام التاريخ علينا أن ننبش فيه.. عسانا أن ُنحي الحلم الذي راح ليكون فيه السلوى....
حين يغيب عنا كثير من المعاني الإنسانية الجميلة السامية التي كم تتوق وتتطلع الروح بحثا عنها.. عن ذلك السمو والرقي.. بعد أن تمزقت هذه الروح من الإنسانية الراهنة التي جرحتها فشوهتها قسوة البشرية .. لظلمتها بعد عبث الغواية الشيطانية التي أضفت عليها تلك الهالة السوداوية ...
وإذا كنا نفرح حين نعيش مع تلك الذكريات..... وإن كان بين صفحات مطويات... إلا أننا سريعا ما نشعر بالألم.... الألم مرتين.. مرة حين نعلم أنها ذكريات اطلال .. ونتساءل يا ترى هل يمكن ان تتجدد أو تعود ؟؟؟؟!!!! .. وتارة أخري... ونحن نعلم اننا نخدع انفسنا بذلك الأمل!!!!!!!!! ...
ولكن نجد أنفسنا إن خدعناها في إجترار الماضي لأنه راحل... إلا أنه في تلك الخديعة يكون الدواء... ولو بصفة مؤقتة ... ونحن نعيد أمجاد ذلك الماضي.. بما كان فيه من الرجال والعبر.. لعله يكون طريقا للخلاص من ويلات الدنيا أو النجاة يوم الحساب عن ما كان منا في هذه الدنيا الدنيا ...
اكتب وانا لا أزال في حالة من انعدام الوزن..... وعظيم الألم لفراق شهر رمضان الكريم المعظم ..
و إن لم أشعر أنني كنت فيه في الجنة... لنفحاته.. وللتجلي الأعظم لله سبحانه وتعالى.. ورحماته التي كانت اكتست بها الأرض طيلة ثلاثين يوما بلياليهم...
فعلى الأقل ما كنت على الأرض .. كنت أحلق في سماء النقاء والصفاء وأنا أجد البشر من حولي... أقل شرا... وأكثر حبا وسلاما ...
حين كان يقتحمهم الله سبحانه وتعالى... ليقبلوا عليه بكل ما كان من الحب ..والطاعات ..والهدايات
وكأنهم يتلمسون الله سبحانه وتعالى في كل كلمة أو نفس ..... مهما كانوا منخرطين في الدنيا....
على الاقل تسيل الدموع على وجناتهم... إما مع «الله أكبر»في المغرب ... أو مع «حي على الصلاة .. حي على الفلاح» في الفجر ...
وإن لم تسيل الدموع لتغسلهم.. فعلى الاقل عاتبتهم أنفسهم في الباطل.... الذي تملك منهم أو في التوسل والتضرع الي الله... أن يغفر لهم ...
ها انا ذا مر بي من العمر.... وهذا هو حلمي الاعظم جنة الله..... التي احاول ان اعمل لها وان كنت من اهل الارض ....
ولكن اعتقد حتى أفوز بها في الحياة الاخري... عليّ ان ادعو اليها على الارض لتكون تلك الفردوس سبب النداء ..والدعاء ..والرجاء ..والدعوة الي الجهاد على الارض ... لإصلاحها بعد افسادها ...
اعتقد انه ثمن الفردوس ورفقة النبي«صلى الله عليه وسلم» .. ثمنها غال جدا في الدنيا ...
لا أدعي انني شيئا .. ولا يهمني ماذا اكون بين البشر؟؟؟!!!!.... ولكن الذي يهمني هو عالم السرائر .. المطلع يسمع ويري!!!!!! ....... وانا بين السماء والارض ..... كم أسعى إلي بلوغ الجنة؟؟!!!.. وللطريق اليها كم تكون المعاناة على تلك الارض في الدنيا الزوال والعدم ...
قرائي الاعزاء
عفوا سامحوني .. أظل هكذا لمدة لا تقل عن شهر على الاقل بل تزيد.... حتي اقر بالواقع وانني لا أزال من أهل الارض .. اهلها الذين طغي عليهم الشر وضاع من بينهم معاني الحب والوفاء والتسامح والعفو والعدل والرحمة ....
اعيش وانا ابحث بينهم عن ضالتي المنشودة يجري بي العمر وانا اسعي تحقيق ذلك الحلم تارة يخالجني الامل و تارة اخري يقتحمني ويقهرني اليأس ...
يزيد ألمي بعد انتهاء شهر رمضان المعظم حين اشعر ان قدماي بدأت تلامس الارض برحيل الشهر الكريم ....وعودة الناس بصحبة الشر لتعود الدنيا الي ماكانت عليه من اللهو والعبث بخلق الله .. أو عبث هؤلاء الخلق بسبل الجنة والرحمة والطرق المؤدية اليها
وانا اعود في الدنيا كي اعيش مُكرهه يشد من أزري العودة الكبرى الأقوي للفاروق العادل بن الخطاب عمر «رضي الله عنه وارضاه» اراجع معه عودته أتأزر بها الي الدنيا تماما مثله بعد رحيل الحبيب المصطفى الغالي ..
ويعلم الله أن حزني يعادل حزن العادل الفاروق لا يقل عنه «دون مبالغة» ...
لأننا أحباءه «صلى الله عليه وسلم» أحسنا واستشعرنا قبل أن يعلم ما سوف تكنه صدورنا نحوه ... فكيف أننا آمنا به وبرسالاته ولم نراه ولا نحزن لفراقه في كل لحظة بل ويتجدد ألمنا .. حين تذكر ذلك الفراق مع كل حتي من تألم لفراقه ... بعد أن تذوق الدنيا معه ...
فإذا كان هو عاشر رسول الله ... وعانقه وصاحبه وكأنني أراه ..... لامست روحي روحه... بل ارواحهم جميعا مع رسول الله ..
ثم استمرت الحياة من بعده .. وهكذا تستمر رغم رحيله !!!!
وأعيش فراق رسول الله«صلى الله عليه وسلم» ثم استمرار الصحابة من بعده.... لعل تلك الذكرى تعينني على الحياة والاستمرار فيها .....
لتكون سببا ان ابلغ عن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وصحابته «رضوان الله عليهم» ... وحتى ألقاهم .. وكأن المولى عز وجل يكافاءني... على وفائي لهم.. فيسكن الالم في قلبي.. ويزيح الغصة من حلقي... و يجفف الدمع من عيني .... ويبعث الامل في نفسي لتهدأ روحي اللاهثة ... ورائهم ويكبر الحلم .... بأني إن شاء الله أكون معهم يوم الحشر ... ويوم العرض إن شاء الله ...
قرائي الاعزائي
سامحوني على انفعالي وألمي وحزني واشكر لكم احتوائكم لي باتساع صدركم والاستماع إليّ في قراءة سطوري .....
وللامانة بعد ان وضعت الامي وشعرت مشاركتكم لي وانا اتأملكم تتابعوني قبدأت اشعر انني احسن حالا والحمد لله رب العالمين
جزاكم الله كل الخير وجعلكم لي دوما خير بركة لأنكم خير منة ... عليّ منه سبحانه بحبكم ومشاركتكم هذه ايها الغاليين ...
نعود إلي الرجال الذين هم عنوانا للزمان... يختارهم هو.. ليكونوا دوما النور الذي يملأ صفحاته لعله يضيئ بهم الصفحات المظلمة لغيرهم ...
منهم .. على رأسهم رسول الله«صلى الله عليه وسلم»... ثم الفاروق العادل.. الذي لا أدري ما القوة التي كان عليها للاستمرار في الحياة بعد رحيل النبي الحبيب المصطفى الشفيع الرؤوف الرحيم«صلى الله عليه وسلم» ....
عقب وفاة النبي اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة.... فقالوا: منا أمير ومنكم أمير...... فذهب إليهم «أبو بكر» و«عمر بن الخطاب» و«أبو عبيدة بن الجراح».... فذهب عمر يتكلم.... فأسكته أبو بكر....
وكان عمر يقول: «والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاماً قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر» .... ثم تكلم أبو بكر... فتكلم أبلغ الناس.... فقال في كلامه : «نحن الأمراء ...وأنتم الوزراء» ..... فقال حباب بن المنذر: لا والله.... لا نفعل... منا أمير ومنكم أمير....
فقال أبو بكر: لا.... «ولكنا الأمراء.... وأنتم الوزراء».... هم أوسط العرب داراً... وأعربهم أحساباً.... فبايعوا عمر.... أو أبا عبيدة...
فقال عمر: بل نبايعك أنت.... وأنت سيدنا وخيرنا.... وأحبنا إلى رسول الله.... فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس... «فرضي الله عن عمر وأرضاه»....
فإنه عندما ارتفعت الأصوات في السقيفة وكثر اللغط.... وخشي عمر الاختلاف.... ومن أخطر الأمور التي خشيها عمر أن يُبْدأ بالبيعة لأحد الأنصار.... فتحدث الفتنة العظيمة.... لأنه ليس من اليسير أن يبايع أحد بعد البدء بالبيعة لأحد الأنصار..... فأسرع عمر «رضي الله عنه» إخماداً للفتنة.... وقال للأنصار:
«يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله أمر أبا بكر أن يؤم الناس؟؟؟!!!!.... فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟؟؟؟!!!!... فقالت الأنصار: نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.... ثم بادر «رضي الله عنه» وقال لأبي بكر: ابسط يدك... فبسط يده فبايعه... وبايعه المهاجرون.. ثم الأنصار...
وعندما كان يوم الثلاثاء جلس أبو بكر على المنبر.... فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر.... فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله...... ثم قال: «أيها الناس... «إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت.... وما وجدتها في كتاب الله.... ولا كانت عهداً عهده إليّ رسول الله...... ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيُدبّر أمرنا....
يقول: يكون آخرنا...... وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله.... فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له..... وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله «ثاني اثنين إذ هما في الغار»...... فقوموا فبايعوا فبايع الناس أبا بكر بيعته العامة بعد بيعة السقيفة....
فكان عمر «رضي الله عنه» يذود ويقوي..... ويشجع الناس على بيعة أبي بكر حتى جمعهم الله عليه..... وأنقذهم الله من الاختلاف والفرقة والفتنة..... فهذا الموقف الذي وقفه عمر مع الناس من أجل جمعهم على إمامة أبي بكر.... موقف عظيم من أعظم مواقف الحكمة... التي ينبغي أن تسجل بماء الذهب.....
لقد خشي أن يتفرق أمر المسلمين... وتشب نار الفتن فأخمدها بالمبادرة إلى مبايعة أبي بكر.... وتشجيع الناس على المبايعة العامة ..... فكان عمله هذا سبباً لنجاة المسلمين.... من أكبر كارثة كانت تحل بهم لولا يمن نقيبته ..... وصحة نظره بعد معونة الله تعالى.....
وأؤكد .... ها هو ذا الجميل الفاروق العادل.. الذي والله.. وأنا أكتب عنه استشعره وكأني أراه .. كم أفخر به وبرجولته.. وأظل أشكره عن أمة الإسلام وحتى ألقاه..
تارة لحبه وحمايته وسنده وعزوته وعزته وعزه لرسول الله وللإسلام ....
وتارة اخرى وهو لا يزال يسجل الحب العظيم والوفاء الأعظم .. لحبه الصادق لنبي الإسلام .. فبعد رحيله .. تأكد الحب والصدق والاخلاص .. فما كان عنه لرسول الله إلا رحلة أخري من الحب ..
ليكون الحب الحقيقي الذي لا يتوقف... وإنما يزداد ..ينمو .. ويعلو .. ويقوى رغم الأيام ورغم الرحيل ...
فإذا كان رسول الله قد مات .. فإن روحه بيننا تشعر وتسعد ... ورب محمد«صلى الله عليه وسلم» الدايم الباقي الذي لا يموت .... يسمع ويرى ويبلغ عنا لرسول الله«صلى الله عليه وسلم»....
وهكذا عاش الفاروق العادل في رحلة حب لم تنقطع لرسول الإسلام والسلام ... وكذلك لكل ما كان يحبه فيه ويتعلمه منه ... ليظل كتلة من الوفاء تسير على الأرض.... ثم الصحابة من بعده.. خاصة الصديق أبو بكر الذي كان حفاظ الفاروق على خلافته بعد رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إنما هو بالدرجة الأولى وفاء لحب الرسول للصديق .. ثم لمكانة الصديق عند رسول الله «صلى الله عليه وسلم»...
هكذا نتعلم من الفاروق العادل.. ذلك الوفاء... وكأن الموت مجرد طريق.. مشوار.. بداية و نهاية .. يؤكد أننا سوف نلتقى بعده.. نتلاقى جميعا.. لذا من منا كان الوفي المخلص المحافظ على العهد ... ومن منا الذي أكل النسيان ما كان من عهد... فنقضه.. وداس عليه.. حين نسى اللقاء الثاني في الحياة الأخرى...الحياة الحقيقية .. الحياة الابدية ...
ليتضمن ذلك الوفاء من الفاروق العادل.. الإيمان واليوم بالبعث ويوم الحساب..يوم اللقاء.. وأن العلاقة مع رسول الله «صلى الله عليه وسلم» لم تنقطع ....
نعم!!!!... لم يحافظ على ذكراه لمجرد أنها ذكرى ووفاء فقط.. ولكن بالتأكيد ليقين بذلك اللقاء.. وإلا لكان الحب توقف عن النبض ... تعثر القلب عن الدق...
أحب رسول الله فترفع عن الدنيا ... بل وقدم الصديق ... بل وحارب بفطنته.. وإن كنت أراه صدقا ووفاء ... كي لا يؤم المسلمين صديق رسول الله إلا الصديق ... الذي حين شغل المنزلة الأولى في قلب رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ليكون هو الأحق أن يؤم المسلمين ويقودهم.. ليشغل مكانة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»..
هكذا حين يجب المؤمن أن يكون صادق الوعد .. لا يكون في قلبه الإ الوفاء ويليه ذلك الإيثار...
احترام عمر لمكانة الصديق تثبيتا لمبدأ احترام القيادة
قال أبو هريرة «رضي الله عنه»: لما توفي رسول الله..... وكان أبو بكر بعده.... وكفر من كفر من العرب.... قال عمر: «يا أبا بكر كيف تقاتل الناس.... وقد قال رسول الله: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله»...
قال أبو بكر: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا» ..... كانوا يؤدونها إلى رسول الله.... لقاتلتهم على منعها.
قال عمر: «فو الله ما هو إلا أن رأيت أن الله - عز وجل - قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق».... وعندما اقترح بعض الصحابة على أبي بكر بأن يبقى جيش أسامة.... حتى تهدأ الأمور... أرسل أسامة من معسكره من الجرف «عمر بن الخطاب» «رضي الله عنهما» إلى أبي بكر يستأذنه أن يرجع بالناس... وقال: إن معي وجوه المسلمين وجلتهم..... ولا آمن على خليفة رسول الله... وحرم رسول الله.... والمسلمين أن يتخطفهم المشركون.....
ولكن أبا بكر خالف ذلك وأصرّ على أن تستمر الحملة العسكرية في تحركها إلى الشام.... مهما كانت الظروف والأحوال والنتائج... وطلبت الأنصار رجلاً أقدم سناً من أسامة يتولى أمر الجيش... وأرسلوا «عمر بن الخطاب» ليحدث الصديق في ذلك فقال عمر «رضي الله عنه»: «فإن الأنصار تطلب رجلاً أقدم سناً من أسامة «رضي الله عنه»..... فوثب أبو بكر «رضي الله عنه» وكان جالساً وأخذ بلحية عمر «رضي الله عنه» وقال: «ثكلتك أمك يا ابن الخطاب»!!!!..... «استعمله رسول الله وتأمرني أن أعزله» .... فخرج عمر «رضي الله عنه» إلى الناس فقالوا: ما صنعت؟؟؟!!! فقال: «امضوا ثكلتكم أمهاتكم»!!!! .... ما لقيت في سببكم من خليفة رسول الله.....
وهنا أقـــول ...
يا تري هل نتعلم من الفاروق العادل كيف اننا حين نولي ونختار... أن نترك الحق والمكانة لمن وليّنا واخترنا .. وإلا لم اخترنا.. ولماذا وليّنا ؟؟!!!!!....
كيف أننا لا نشكك في قدرات من اخترناه يمثلنا؟؟؟!!!!! .. وكيف أنه قال رأيه ثم التزم الصمت وقد أفسح مساحة من الحرية الواجبة للتصرف في يد الخليفة ... «حرية واجبة» لأنه الخليفة .. بيده مقاليد الأمور ... وعليه أن يحترم مقاما ومكانةً وقدرا وقرارا ....
هل هذا انتقص من شأن الفاروق العادل ؟؟!!!!...
طبعا هو سؤال استنكاري لأن ذلك لم ينتقص منه بل أنه زاد من شأنه وهو يضع قاعدة احترام في التعامل مع القيادة المختارة ...
وحين قال «صلى الله عليه وسلم»: « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي»
لم يكن يقولها من فراغ ولا مجرد للذكري وإنما للعمل بها وأن نتأسى بهم في كل أقوالهم وأفعالهم وسياساتهم وأخلاقهم ...
ولا أدري.. هل نتذكر معا ؟؟؟؟؟!!!!!!.... هل نحاول أن نكون صدى لرسالة الخلفاء من بعد رسول الله أو أن رسالتهم يكون لها صدى بيننا ؟؟!!...
أحاول ان أذكر... لعلي اختصر الطرق وأقرب المسافات بيننا جميعا.... أمة الإسلام في كل مكان ...
لأن معنى إعطاء الفرصة للقيادة أن تعمل دون حروب أو منازعات ...إذن هذا يعني النجاح والاستقرار والأمان ... فضلا على أنه في ذلك الفرصة للتفرغ لقضايا المجتمعات او الدول الخارجية . التي لا تفرغ أبدا ...
يعني التكاتف والتوحد والالتحام...... أقول لكم وبصوت عال.. فيما عدا ذلك يكون على حساب الوطن.. على حساب الدين ..
هكذا اطلعتنا الأيام .. حين ذلك التناحر يكون من أجل اعتلاء الدنيا وإما من أجل ضرب الدين أو الاوطان ...
اذكــركم واذكر نفسي يرحمكم الله
اذكـــركم لعل الذكر تنفع المؤمنــين
ثبت عمر في الدين ...ونزل الوحي موافقا لكثير من ارائه ... واحترم خلافة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ...وسن سنة احترام القائد أو الخليفة أو الحاكم ....
والان مع الصديق الخليفة أبو بكر ... توافقت اراءه مع الخليفة... ليعطينا درسا آخر من المشاركة التي يجب أن تكون ..... ولكنها حين تكون لشدة صواب أفكاره ...ورجاحة عقله التي تكون أقوى حتى من وجوده.... حتي انصاع له الصديق عن قناعة متناهية ..
1- عمر ورجوع معاذ من اليمن:
مكث معاذ بن جبل باليمن في حياة رسول الله..... وكان له جهاده الدعوي.... وكذلك ضد المرتدين.... وبعد وفاة رسول الله قدم إلى المدينة.... فقال عمر «رضي الله عنه» لأبي بكر رضي الله عنه: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره منه.... فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي... ليجبره ولست بآخذ منه شيئاً إلا أن يعطيني... ورأى عمر أن أبا بكر «رضي الله عنهما» لم يأخذ برأية..
ولكن عمر مقتنع بصواب رأيه..... فذهب إلى معاذ لعله يرضى..... فقال معاذ: «إنما بعثني رسول الله ليجبرني ولست بفاعل»...
إن عمر لم يذهب إلى أبي بكر مستعدياً.... ولكنه كان يريد الخير لمعاذ وللمسلمين.... وهاهو معاذ يرفض نصيحة عمر.... ويعلم عمر أنه ليس بصاحب سلطان على معاذ فينصرف راضياً.... لأنه قام بواجبه من النصيحة..... ولكن معاذاً رأى بعد رفضه نصيحة عمر ما جعله يذهب إليه قائلاً: قد أطعتك... وإني فاعل ما أمرتني به فإني رأيت في المنام أني في خوضة ماء قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر.
ثم ذهب معاذ إلى أبي بكر «رضي الله عنهما» فذكر ذلك كله له وحلفه أنه لا يكتمه شيئاً... فقال أبو بكر رضي الله عنه: أنا لا آخذ شيئاً قد وهبته لك.
فقال عمر رضي الله عنه: هذا حين حل وطاب....
2- صدق حدسه في أبي مسلم الخولاني:
كان عمر «رضي الله عنه»يتمتع بفراسة يندر وجودها في هذه الحياة فقد روى الذهبي: «أن الأسود العنسي تنبأ باليمن - ادعى النبوة - فبعث إلى أبي مسلم الخولاني..... فأتاه بنار عظيمة.... ثم إنه ألقى أبا مسلم فيها، فلم تضره ... فقيل للأسود: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتبعك.... فأمره بالرحيل... فقدم المدينة... فأناخ في راحلته... ودخل المسجد فبصر به فقام إليه.... فقال: ممن الرجل؟؟؟!!.. قال: من اليمن... قال: وما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟؟؟!!...
قال: ذاك عبد الله بن ثُوَب.
قال نشدتك بالله، أنت هو؟ قال: اللهم نعم... فأعتنقه عمر... وبكى.. ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق....
فقال: الحمد لله الذي لم يُمتني حتى أراني في أمة محمد... من صنُع به كما صُنع بإبراهيم الخليل
3- رشده وخبرته في تعيين أبان بن سعيد على البحرين:
انتهج أبو بكر «رضي الله عنه» خط الشورى في تعيين الأمراء..... فقد ورد أنه شاور أصحابه فيمن يبعث إلى البحرين.... فقال له عثمان: ابعث رجلاً قد بعثه رسول الله... فقدم عليه بإسلامهم وطاعتهم.... وقد عرفوه وعرفهم.... وعرف بلادهم يعني العلاء بن الحضرمي.... فأبى ذلك عمر عليه.... وقال: أكره إبان بن سعيد بن العاص.... فإنه رجل قد حالفهم.... فأبى أبو بكر أن يكرهه وقال: لا أكره رجلاً يقول:
«لا أعمل لأحد بعد رسول الله .. وأجمع أبو بكر بعثة العلاء بن الحضرمي إلى البحرين» .
٤- رفض عمر دية قتلى المسلمين وإصراره على حربهم حفاظا على هيبة الإسلام :
جاء وفد بُزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح.... فخيرهم بين الحرب المجلية والسلم المخزية.... فقالوا: هذه المجلية قد عرفناها فما المخزية؟؟!!!... قال: تنزع منكم الحلقة والكراع.... ونغنم ما أصبنا منكم... وتردون علينا ما أصبتم منا.... وتَدون قتلانا وتكون قتلاكم في النار.... وتتركون أقواماً يتبعون أذناب الإبل حتى يري الله خليفة رسوله .... والمهاجرين أمراً يعذرونكم به....
فعرض أبو بكر ما قال على القوم.... فقام «عمر بن الخطاب» فقال: قد رأيت رأياً سنشير عليك.... أما ما ذكرت من الحرب المجلية والسلم المخزية فنعم ما ذكرت..... وأما ما ذكرت أن نغنم ما أصبنا منكم وتردّون ما أصبتم منا فنعم ما ذكرت.... وأما ما ذكرت تدون قتلانا وتكون قتلاكم في النار.... فإن قتلانا قاتلت فقتلت على أمر الله.... أجورها على الله ليس لها ديات.... فتبايع القوم على ما قال عمر.....
حفظ عمر القران الكريم .. فحفظه الله الرحمن الرحيم
كان عمر فطنا.. لماحا.. صادقا.. محبا.. مخلصا.. واعيا.. مدركا ... حين أحب الله وبلا حساب.. أحبه الله وثبته بالحكمة والرشاد....
فكان ملهما دوما.. استشعر القرآن.. فأنار قلبه وروحه على الدوام بنور القران .. أحب القران قأفاض عليه القران بنعمة البصيرة ....
لينسب إليه الإشارة إلى ضرورة جمعه لحفظه والحفاظ عليه ليكون سببا في ذلك الحفظ «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»
المنة العظمى والفضل الأعظم من الله سبحانه وتعالى بتلك المفاجأة له... ومن يدري ما سوف يقدم له القرآن الكريم حين يكون شاهدا له لا عليه..
فهل تكون شهادته لعمر مثل شهادته لنا مجرد أننا قرأناه .. مهما حفظناه وعملنا به ؟؟؟!!!!! .....
أم أن من أدركه وحافظ عليه حتى يوصلنا إليه أو يوصله لنا له عند القرآن أكثر منا ؟؟!!!!...
وإذا كان هناك سؤال يفرض نفسه عليّ .. هذا هو ابن الخطاب الذي رفع راية حفظ القران .. ليكون ذلك جزء من كثير . هذا ما قدمه له .... أما نحن أحباء رسول الله ماذا قدمنا له ؟؟؟؟؟!!!!
الله ورسوله أعلم
كان من ضمن شهداء المسلمين في حرب اليمامة كثير من حفظة القرآن.... وقد نتج عن ذلك أن قام أبو بكر «رضي الله عنه»بمشورة عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» بجمع القرآن حيث جمع من الرقاع والعظام والسعف ومن صدور الرجال... وأسند الصديق هذا العمل العظيم إلى الصحابي زيد بن ثابت الأنصاري.....
قال زيد بن ثابت «رضي الله عنه»: بعث إليّ أبو بكر «رضي الله عنه »لمقتل أهل اليمامة...... فإذا عمر بن الخطاب عنده..... قال أبو بكر «رضي الله عنه»: إن عمر أتاني... فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن الكريم.... وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن.... كلها فيذهب كثير من القرآن.... وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن... قلت لعمر: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله...
فقال عمر: هذا والله خير.... فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر.... ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شاب عاقل.... لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله.... فتتبع القرآن فاجمعه....
قال زيد: فو الله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليَّ مما كلفني به من جمع القرآن....
وإلى القران الكريم أقول :
أجمل الكتب التي اقرأها.. أجمل الرسالات التي أرسلها ... أروع المعاني التي أعيشها .. أصدق المشاعر التي أتبادلها... أدق الكلمات التي أعنيها ....
ماذا أقول لك ؟؟؟!!!!...
لم أتركك .. ولم أنساك .. ولم أهجرك .. لم أغفل عنك .. واستشهد عني بك .. يوم أن تكون عليّ شهيدا بين الخلق ... لتكون ستر الله في عوراتي ..
وأنا أدعو اليوم في الدنيا ...
اللهم لا تخزني بين عبادك ... بأن تشهد عليّ اليوم في دعائي.. واسألك واسأل خالقك أنه بفضلك
( يا الهي لا تخزني يوم يقوم الناس لرب العالمين ) ... وكذلك كل المسلمين ..
لا تتركني وحدي في ظلمة القبر والضيق.. لا تتركني وحدي لحظة أن يسألني «ناكر ونكير»...
لا تتركني وحدي حين أحاسب حساب الملكين عن غفلتي عن فرض في الصلاة أو الزكاة و الصدقة .. أو حين لم أسمع أنين المرضى أو المساكين !!!! ...
لا تتركني وحدي .. وأنا اسير على الصراط المستقيم!!!!... أنا وكل المسلمين ...
بحق الليالي التي جافاني فيها النوم وأنا احتضنك على قلبي بين الرجاء والحنين ....!!!!
بحق عدم