«أر دوغان» .. اتقِ يوما ترجع فيه إلى الله
الاوضاع التي تعيشها تركيا هذه الايام ... تستحق الوقوف عليها .. وخاصة أن «أر دوغان» اتجه إلى طريقة أخرى لكي يتخلص من معارضيه .. ويمهد الطريق لامتلاك قبضة تركيا .. ليعزف منفردا .. بعد أن كسر أنف جيشه ... وصعد على أشلاء جنوده ... وهشم رأس حكومته.. وأصيب بداء التحول وارتد عن وداعته ... وبات يمضي في طريق أخر مملوء بالاشواك !!! ...
وتساءلت عن سر هذا التحول في شخصيته؟؟؟!!!! .... حتي ظهر أمام عيني الخيط الرفيع ... وهو تطبيع العلاقات مع إسرائيل!!!!!! ....
يبدو أن «أر دوغان» كشف لنا عن جانب مجهول من شخصيته ... هو جانب رخيص قذر ... يأباه الرجال .. ويرفضه المخلصون ... إنها «العمالة يا سادة» !!!!!! ...
كما يبدو أن «أر دوغان» أجريت له عملية غسيل مخ من إسرائيل عن بعد .... لذا تراه ينتقم من جيشه ... بل ويَنصُب له المشانق التي أوشك أن يوافق عليها هذه الأيام .... فعقوبة الاعدام المتحفظ عليها في تركيا منذ فترة بعيدة تعود ولكن لمن ؟؟؟!!!!...
لفصائل من جيشه .. لجنود بلاده .. لأبناء شعبه .. لمواطنيه !!!! ...
نعم ستعود قريبا .. عقوبة الإعدام في تركيا .... لينهي بها «أر دوغان» على زهرة أبناء شعبه !!!!!! ...
ولتصبح العصى السحرية التي تعطي الحق له في الانتقام والتشفي من معارضيه ..
ناسجا «سيناريو الإنقلاب» ليكون ذريعة ليحقق أهدافه المتشعبه .. وغاياته التي يسعى إليها حثيثا ..
لقد ضرب «أر دوغان» المثل في الخسة وعدم الإكتراث بمقدرات شعبه .. وعوامل قوته .. وفي المقابل تراه يدعم الإرهاب .. أينما كان .. ويسعى على احتضانه ولعل أكبر دليل على ذلك ... أنه آوي «جماعة الإخوان المصرية» .. بعد أن افتضح أمرها .. ونالت جزاءها ...
كما أنه له يد بكل ما يحدث في سوريا ... من دعمه للداعش وامدادهم بالسلاح في خدمة مصالحه .. كما أنه يراهن باللاجئين للضغط على أوروبا .. لإملاء شروطه عليهم ...
وما معنى أن تكون هناك قواعد أمريكية في تركيا.. لتحمي من ؟؟؟!!!! .. وعلى حساب من ؟؟!!! ...
هل من أجل المصالح الأمريكية فقط ؟؟!!!! ....
أم لتكون الذراع الذي يمتد إلى كل من تسول له نفسه من المعارضين «لأر دوغان» ؟؟؟؟!!!!!
إن أحلام عفوا أوهام «أر دوغان» لا تنتهي فقد استخدمته أمريكا ولا تزال في تنفيذ الفوضى الخلاقة ... والشرق الاوسط الجديد ... ويبدو أنها أغرته بالولاية عليها ... لذا بات يتحرك هنا وهناك ...
بل دعونا نتطرق إلى أمر آخر هو علاقة تركيا بإيران ... التي تبدو للعيان أنها علاقة سلبية مع أنها في الاصل إيجابية للغاية فالتشاور بينهما مستمر ...
وبخصوص سوريا .. ومختلف القضايا التي تخص البلدين ... بات ملحوظا عمق هذه العلاقات .. حتى لو كانت على حساب دول الخليج العربي ... الذي تبذل أقصى درجة لإرضائه ..وليس بالغريب على أحد ما تقوم به السعودية من أجل تركيا «أر دوغان» ... وما تبذله قطر حيث عوضته عن الكثير من الغاز الذي حُرم منه ... نتيجة علاقاته المتوترة مع روسيا .. والتي عادت في الايام الاخيرة ....
إن «أر دوغان» الذي أتي بالارهاب إلى دياره ... وراح جرائه مئات البشر .. يحاول أن يخفف بل يمحو آثار هذه النكبات التي أصابت الشعب التركي بهذه المسرحية التي أطلق عليها اسم «انقلاب» !!!!!!
إنني اتساءل أبعد هذه السقطات والنكبات التي يعيشها شعب تركيا ... والتي أفقدته الكثير من مركزه الاقتصادي والسياسي .. وثقله كرئيس دولة لم يجد بُد من هذه اللعبة القذرة .. ليسدد بها حسابات كثيرة .. فاقت قدراته سدادها ...
وإلا فلماذا تم استبعاد الصحفية التركية «نازلي إليجاق» من جريدة الصباح .. بعدما نشرت تحقيقات كثيرة عن الفساد وتورط شخصيات حكومية ورسمية ووزراء كانوا فيها ... مما أفزع الشعب التركي وروعه !!!!! ...
لقد احتذى وقلد «أر دوغان» «هتلر» عندما تم إحراق البرلمان الألماني .. فأصبح ذريعة للبطش بمعارضيه وفي إلغاء الحريات المدنية ..
وأخيرا هل ينكر أحد أن تركيا أرضا خصبة لعمليات الموساد في منطقة الشرق الأوسط الكبير؟؟؟!!!!!! وأنها تتخذ تركيا قاعدة من قبل اليهود والصهيونية العالمية ... لتنفيذ عملياتهم القميئة!!!!!!!! ...
من الذي أتاح للصهيونية العالمية المساحة التي تلعب فيها كما تشاء في بلد ينتمي إلى أمة الإسلام ؟؟؟!!!! .... إنه «أر دوغان» وخصوصا أن الصراع العربي الإسرائيلي ما زال قائما على الرغم من كل شيئ !!!!!!!!...
إنني على الرغم من علمي بأنها مسرحية فقد انتابني شعور بالخوف على شعب تركيا وعلى وحدته المهددة بالانقسام ... وبخروج الاقليم الكردستاني من تركيا وانضمامه إلى أكراد سوريا والعراق لتكوين دولة أخرى .. وعلى أثرها يكون ضياع الكثير من معالم الشرق الأوسط ...
لذلك ورد إلى خاطري إتفاقية «سايكس بيكو » عام ١٩١٦ .. التي قامت بها الدوائر الاستعمارية الأوروبية .. ترسم الخطط السرية فيما بينها لإقتسام الدولة العثمانية ... وخفق قلبي مرارا حزنا على ما آلت إليه دولة بقوة تركيا ... وسألت الله لها العافية ولشعبها السلامة والاستقرار ..
لذلك كان رسالتي إلى الشعب التركي ودعوتي إليه بالثبات والتوحد ... وبتجاوز الأزمات وتفادي الصدام والخصام .. وبضرورة عودة الوئام والوفاق ...
رجائي أن تنتبهوا إلى مكانتكم... أنتم كنتم رموزا لهذا الدين ومقرا لدولته التي دامت لديكم ثلاثة قرون .. وما زلتم عقدة الغرب يحسبون لكم ألف حساب ويعملون على تفتيت قوتكم وضعف بأسكم... لكي لا تعودوا إلى سابق مجدكم وعهدكم !!!!! ...
ويبدو أن الأمور تسير والسفينة تمضي على غير المراد ... فقد هالني هذه الأعداد التي تم تصفيتها وإصابتها واعتقالها من قيادات الجيش وأفراده وقضاة وطلاب المعاهد العسكرية ومن منتسبين للشرطة ومواطنين ... والتي مرشحه للزيادة مع الوقت ومن هنا ازدادت مخاوفي وانتابني إحساس بأن تركيا وشعبها يمرون بأزمة حقيقية ...
وهذا يؤكد على أن المسألة أكثر من أطماع رئاسية وإنما هي في الحقيقة «بيع صريح» لتاريخ وأمجاد شعب .. ليكشف عن عميل جديد وآله تستخدم ضد شعب تركيا نفسه ..
أما رسالتي إلى أر دوغان ...
فأقول أخطاؤك كثيرة وكوارثك تزداد مع الأيام .. فاحذر أن تُأخذ من تحتك .. وأن تتحول المسرحية إلى حقيقة ...وعندها سيطوي الزمان صفحتك وستذروك الرياح إلى مكان سحيق.... وستنتهي إلى ميعاد تسأل فيه وتحاسب على كل صغيرة وكبيرة .. وستأتيك الملائكة الكرام ... وأنت في قبرك يسألونك عن الامانة التي استودعت عليها أحفظتها أم ؟؟؟!!!!!!!
عندئذ ستنال ما تستحق من مؤخذاة وعقاب .. فاتقِ يوما ترجع فيه إلى الله ...