سليمان .. بين «بني إسرائيل» والشياطين... وســــــاعــــة الــــــرحيــــل
كل شيئ له حدود .. كل أول وله آخر .. كل بداية ولها نهاية .. حتى الشر له عُمر ...
ولكن سبحان الله .. سبحان علام الغيوب .. سبحان مالك الملك والملكوت ...
أن يكون هناك بشر .. ليس لشرهم نهاية .. ليس لأذاهم حدود ..!!! منذ أن وجدوا على الأرض .. وإلى اليوم الموعود ..
بعد أن كانوا علامات في أسوأ آيات الشر المشهود .. أمام العالمين .. وعلى مدار الزمان بلا سدود ..
فاستحقوا أن يكون الله سبحانه وتعالى عليهم شاهدا .. متربصا .. متوعدا لهم في يوم الخلود .. يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ..
قرائي الأعزاء
صدقوني .. في حياتي أبدا لم أكن شريرة .. لم أعرف الكراهية ... لا يلمس قلبي إلا الحب والوفاء والتسامح والعفو .. لأن الله سبحانه وتعالى في قلبي عظيم كبير .. فلم يفسح المجال قيد أنملة ليكون هناك قدر تلك المساحة لأي مما يغضب ربي ...
ولكني لا أدري ما بيني وبين بني إسرائيل ....!!!!!
أبسبب حب الله عز وجل ... وغيرتي عليه فقط ؟؟؟؟!!!!!! ... وعلى انتهاكهم حرماته على الأرض بعد تطاولاته عليه فقط ؟؟؟؟؟؟!!!!!!! .....
أم لأن عيناي ترى عن قرب ... رؤيا العين حقيقتهم .. المؤلمة التي تدفعني أن اتمعر لوجه الله محاربة إياهم ... متصدية لهم لكل ما يقومون به من شر متعنت .. وأذى مطلق لكل البشر من حولهم ..
ومما يدعم ويعزز من حربي لهم ... وعدم التوقف عن أخطاءهم وشرورهم ... هذه العنصرية التي ينتهجونها ... والكبر الذي يعتليهم ... والقبح الذي يكسوهم ...
وهم يؤذون البشر .. ويكيدون لهم .. ومن يعترض يسحقوه بدعوى «معاداة السامية»...
ولا أدري أي باطل يدافعون عنه ؟؟!! ... وبأي باطل يكون معيارهم ؟؟!!! ..
وهم يرفضون النقد ... أو الشجب ... وحين رد عدوانهم .. نكون أعداء السامية ... !!!!!!!!!
أي أنه حين نرد .. ليكون رد فعل منا لما يقومون به في الأرض ..!!! ... نكون نحن المعتدين ... ويكون تجاهنا الانتقام ..... !!!!!
إذن ماذا عنهم المعتدون أساسا ؟؟؟!!!!!!!....
لا أدري كيف يعطون لأنفسهم حق الاعتداء ؟؟؟!!!!! .... ويجردونا من حق الرد والاعتراض ؟؟؟؟؟!!!!!! ....
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!! ....
ولمتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ...
وأين أمة الإسلام منهم ؟؟؟؟؟!!!!!!!!! ....
هم يعلمون أن الله بعد أن فضلهم عن العالمين ... وأنهم أساءوا تلك الأفضلية .. عاقبهم .. حيث أنهم المغضوب عليهم إلى يوم الدين ....
وهكذا أصبحوا أعظم أعداء الله على الأرض ... شأنهم شأن اللعين المتكبر «إبليس» ... شأنهم شأن «المسيخ الدجال» (السامري) أو (ابن الصائد) ...
أين أمة الإسلام .. من ردعهم وردهم .. أين أنتم من الثأر لله سبحانه وتعالى .. من إنقاذ سائر المسلمين المقهورين تحت قبضتهم ... لخدمة مخططهم في كل مكان ... دون موقف كريم صريح شريف تجاه الصهيونية العالمية ؟؟؟؟!!!!!! ....
كيف لهم الاستسلام للفرقة والانقسامات التي أسسها بني إسرائيل ؟؟؟!!!! ....
كيف لهم عدم التكاتف والاتحاد للتصدي لإفسادهم في الأرض ؟؟!!!!!...
كيف ولمتى ؟؟؟!!!! .... هذه اللامبالاة ؟؟؟؟!!!... والغفلة ؟؟؟!!!... وهذا التفريط في الحفاظ على حقوق الله على الأرض ؟؟؟!!!! ..
حسبـــــي اللــــــه ونـــــعم الوكــيـــــل !!!!!!!
وأفـــوض أمـــري إلــــى اللــــــه إن اللــــــه بصيــــــر بالعبــــــاد !!!!!!
لا أملك إلا الدعاء والقلم .. وأُبرئ نفسي من غفلة أولي الأمر- إلا من رحم ربي- وتهاونهم في حقوق الله سبحانه وتعالي !!!!!! ...
وأشهد الله على نيتي وعلمي ... وأسأله أن يرزقني القوة والثبات والرشاد والحماية ... وأنا أغير عليه وأبلغ عنه...
أسأله أنني أستودع نفسي وأهلي وقلمي وديني بين يديه سبحانه وتعالى ... وأحتسب كل ما أقدمه بين يدي الله.. لله ...
وأناديه .. يا الله ... أنا ضعيفة احتمي بك ...
أنا منكسرة قويني بك ...
أنا حائرة ألوذ بــك ...
احتاج عونك .. وبأسك .. وقوتك .. ومددا عظيما من عندك .. يحميني ويؤيديني ويفتح عليّ فتحا عظيما .. وأنا أغير عليك .. أجمع الأمة من أجلك .. أحارب قوما ... أنت أعلم به مني .. أنت الأقدر عليه مني .. أسألك أن تساعدني ..
أسألك أن تكفيني شرهم .. على الأقل حتى أتم رسالتي لك ... توكلت عليك... وأنبت إليك .. فلا ملجأ منجاة .. منك إلا إليك ...
ها أنا ذا ... أواصل حديثي عن بني إسرائيل ... وتحالفهم واشتراكهم مع «إبليس».. و«المسيخ الدجال» في إفساد الأرض وشيطنتها .. انتقاما من ذرية بني آدم «عليه السلام».. لأفضلية الله سبحانه وتعالى لهم على بني إسرائيل ..... !!!!!
كان من المفروض .. وأنا أتحدث عن السحر .. أي عن جن بني اسرائيل وارتباطهم به منذ أن وجدوا على الأرض .. أن ابدأ ببني اسرائيل في عهد سيدنا سليمان «عليه السلام»... ولكن لم يكن منطقيا ... لماذا ؟؟؟!!!!! ....
لأن سحر السحرة إبان سيدنا موسى«عليه السلام» ... كان سحرا على التخييل .. ولم يكن يملكون السحر على التغيير ... تغيير الحقيقة .. وكانوا أضعف من هؤلاء الذين تعلموا السحر على يد الشياطين قبل وبعد وفاة سيدنا سليمان «عليه السلام»...
وإذا كان سحرة فرعون ... والذين بلغ عددهم ثمانين ألفا أو سبعين ألفا .. وبعيدا عن هذه الأعداد .. نذكر أنهم كانوا ألوفا .. وهزموا جميعا .. وخروا سجدا لرب العالمين.. آمنوا برب موسى وهارون..
إلا أنهم انهزموا أمام كليم الله .. أمام النبي «اللين» ... «فقولا له قولا لينا» موسى «عليه السلام»
لتكون هذه أضعف مراحل بني اسرائيل .. في السحر ... وإنما كانت قوتهم قبل وبعد سيدنا سليمان كما قلنا .. وحتى الآن ....
لذلك أرجأت الحديث عن عصور القوة .. لأنها قائمة حتى الان ... ليكون ذلك هو موضوع الساعة ... دون انقطاع أو انفصال ..
إذن فإن النوع الثاني من السحر وهو تسخيير الشياطين ... هو الذي سوف يأخذ تركيزا و نصيبا أكبر في الحديث ... لأنه محاولات لتملك الأرض وشيطنتيها ...
هذا هو النوع الثاني من السحر الذي يُستعان فيه بالجن والشياطين !!!! .... لأن الشياطين لهم علاقة قوية بالسحر... لأنهم أساس السحر ... ولأنهم هم قوة التنفيذ في أذية البشر ... وهذا ما ذكره لنا القرآن الكريم... وندلل أن الشياطين علموا الناس السحر....«يعلمون الناس السحر ..» .. وماداموا علموا غيرهم إذن أنهم أصحاب الصنعة .. محترفين ومتقنيها ...
فالجن أجسام نارية شفافة خلقوا من النار.....«ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم» ...
ولهم قدرة على التشكل... ويخترقون الجدران وسرعتهم تفوق البشر.... وهكذا تحكمهم الصورة التي يتشكلون عليها .... «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً » ... وإجماع أهل السنة والجماعة على أن البشر لا يمكنهم رؤية الجن على صورته الحقيقية.... «أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم» ...
حتى أن علماء أهل السُنة اعتبروا من يدعي أنه رأى الجن على صورته الحقيقية فاسق مردود الشهادة.... يقول الإمام الشافعي: «وممن تُرد شهادته ولا تُسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجن عيانا ويدعي أن له منهم أعواناً».
حتى أن خازن جهنم ... «من الجان المؤمن» لم يستطيع النبي «صلى الله عليه وسلم» ... رؤيته على حقيقته.. لشدة المنظر .. وهول الرؤية ... لأن الرسول «صلى الله عليه وسلم» لو رآه على حقيقته لو زهقت روحه ... فتشكل الجان له .. لشدة حبه وتعلقه بالمصطفي .. فكان يود أن يقترب من رسول الله ... حتى ينعم برؤيته عن قرب .....
ويرجع السبب في ذلك حيث أن مادة الجن اللطيفة النارية الشفافة خارج نطاق رؤية البشر.... فلا يمكنهم مشاهدة الجن على حقيقته... لكن يمكن مشاهدته إذا تشكل في صورة أخرى تخضع لحدود البصر البشري... كصورة إنسان مثلا... أو غيره من الكائنات ...
ولما يتشكل الجن في صورة فإنهم يخضعون لقوانين تلك الصورة..... فمثلاً إذا تشكل الجن في صورة إنسان فإنه لا يخترق الجدران... ويموت بالرصاص... ويمكن قتله والإمساك به... فهو خاضع لقوانين الإنسان لذا لا يستطيع الجن البقاء على غير صورته الحقيقية فترة طويلة لأنه قد يهلك ويُقتل... وهذا من رحمة الله بنا فإذا كانت الجن لا تخضع للصورة التي تتشكل بها لفعلوا المصائب في الأرض دون قدرة عليهم.
لذلك يستعين السحرة بالجن لتملك قوى تفوق قدرات الإنسان العادي للتسلط على البشر والتحكم فيهم والاستخدام في الشر والضر وقد أخبرنا الله عز وجل أن السحر كفر والسحرة كفار.
ولكن سبحان الله الذي عز فارتفع وعلا فامتنع ووهب ونزع وضر ونفع وسن وشرع وفرق وجمع وذل كل شيء لعظمته وخضع « لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ» سورة الزمر
الله الذي خلق الإنس والجان وذكر في القرآن الكريم: شياطين الإنس والجان، إذاً هناك شياطين من الإنس وهناك شياطين من الجان .. فالإنس والجان الذين ءامنوا بالله هم الصالحين.. أما الإنس والجان الذين استعانوا ببعضهم على الكفر وعبادة إبليس وإفساد الأرض فهم الشياطين من الإنس والجان.
وسبحانه عز من قائل .. «وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً» ... سورة الجن ......... وكذلك قوله تعالى : «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ» سورة الرحمن
الجن في كل زمان ومكان ... يرفعون راية الغدر وعدم الأمان .. يحاولون جاهدين إبعاد الناس عن الجنان .. يلازمون الأنبياء والمرسلين ... «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ» ... وهكذا يظل وجودهم سنة كونية إلى يوم الدين .. أعاذنا الله منهم الرحمن الرحيم ...
فالتاريخ خير شاهد عليهم .. وصفحات الزمان أفضل من يسجل لهم .. وذكريات الماضي أقوى من يحفظ سيرتهم ... فها هي بابل (العراق) في كثرة السحر والسحرة.. تضرب المثل في إتقان السحر بحكماء وكهنة وسحرة بابل....
كما أنهم جعلوا من الكواكب آلهة وعبدوها.... ويعتقدون أن حوادث العالم كلها من أفعال النجوم والكواكب والطالع.... وعملوا أصناماً على أسماء الكواكب وعبدوها وقدموا لها القرابين.... وفي هذه الظروف جاء سيدنا «إبراهيم عليه السلام» ليدعوهم إلى الإسلام لله الواحد الأحد رب الكواكب.
وتواجد السحر أيضاً في زمان فرعون موسى بمصر، ومن أكثر الأمم التي اشتغلت بالسحر حتى يومنا هذا بني اسرائيل.... كما أشرنا .. وما زال الحديث طويل عن جن بني اسرائيل ... الشركاء في غدر أبناء العم سام ... وعن شياطين إنسهم ... عن مكر جنسهم ... «قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ» ... سورة الاعراف
اللهم يا قوي.. ياعزيز.. يا متين.. يا جبار ..... أهلك اليهود المعتدين.... ودمرهم أعداءك أعداء الدين
اللهم شتت شملهم... وفرق جمعهم... ورد كيدهم في نحورهم..... واجعل تدبيرهم تدميراً لهم... يا رب العالمين ...
اللهم أنزل غضبك ومقتك على اليهود.... ومن والاهم فى مشارق الأرض و مغاربها... يا رب رحمن يا رحيم ...
اللهم إنك قلت عن اليهود فى محكم التنزيل: « وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ والْمَسْكَنَةُ وبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ويَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وكَانُوا يَعْتَدُونَ» سورة البقرة ........ وكذلك قلت وقولك الحق : « ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إلاَّ بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ويَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ» سورة آل عمران ...
اللهم حقق فيهم قولك.... و أرنا فيهم آياتك يا نصير المستضعفين.... يا رب إنهم قد طغوا و بغوا و عاثوا فى الأرض فسادا....
اللهم أهلكم كما أهلكت عادا و ثمود يا رب المقهورين فى فلسطين و العراق و لبنان و سائر بلاد الإسلام المغتصبة.... ليس لهم إلا أنت فاجبر كسرهم و ألف بين قلوبهم و وحد صفهم و انصرهم على أعدائك أعداء الدين ....
يا رب دعوناك كما أمرتنا.... فاستجب لنا كما وعدتنا....
آمـــــيـــــــن.. آمــــــــيــــــن.. آمـــــــــيـــــن
بني اسرائيل الذين ادعوا أن سيدنا سليمان كان ساحراً وأنه كبير السحرة... ونسبوا له خاتم سليمان وغيرها من الأكاذيب.... فهو «عليه السلام» عندهم في سفر الملوك الأول وسفر أخبار الأيام الأول ...حسب التلمود!!!!!!!.....
هو أحد الأنبياء الثمانية والأربعين... وإبن داود وثالث ملوك مملكة إسرائيل الموحدة قبل إنقسامها إلى مملكة إسرائيل الشمالية وهي المملكة التي بقي يحكمها قبائل إسرائيل الإثنا عشر ...... ومملكة يهوذا في الجنوب والتي حكمها أبناء قبيلة يهوذا وهي القبيلة الوحيدة الباقية من القبائل الإثنا عشر حسب كتابات اليهود........
ولا عجب في ذلك فهم أصل النفاق والكذب والخديعة والغدر ... وكل معاني الخسة و النقيصة .... فهم أصل الشر وكذلك هم أعوانه .. هم أولاد إبليس .. هم أصل المكر الخسيس ... هم مهد ومنبع التدليس ... هم «بني إسرائيل»!!!!!!!.....
قلْ للذئاب ِ العَاويات ِ ترَجّلي .... و اعطي مَكانك ِ للذئاب ِ من البشرْ
لذئاب ِ صُهْيونَ التي بجوارها .... أنت ِ الذئابُ أحَنُّ من بعض ِ البقرْ
لذئاب ِ صُهْيونَ التي في دِ ينها .... سَفكُ الدماءِ جَزَاءُ إلقاءِ الحَجَرْ
لذئاب صهيون التي بعظامنا .... تبني السلالم ل»المسيح المنتظر»
لكنه عندنا هو سليمان ابن النبي داود «عليهما السلام»...... قد أرسل كلاهما لبنيّ إسرائيل.... وتولّى سليمان الملك بعد وفاة والده الّذي كان عادلاً مع شعبه رحيماً بهم..... ويحكم بينهم بما أمره الله....
تابع سليمان «عليه السلام» الحكم على نهج والده..... وبفضل الله كان قادراً على التحكّم بالكثير من المخلوقات والكائنات مثل الإنس والجن والطير والرياح والنحاس الذي يلين له..... قال تعالى: «ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربّه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير، يعملون له ما يشاء من محاريب وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرًا وقليل من عبادي الشكور» سورة سبأ
كما علّم الله سليمان لغة الطيور والحيوانات..... وسخّر له جيشاً عظيماً من الإنس والجن والطير..... ممّا جعله دائم الشكر والذكر والاستغفار كثير الصلاة......
هذا هو سليمان «عليه السلام» ... الذي سخر الله له من الأسباب ما سخر ... ووفر له من المقومات التي جعلته يتحكم في تلك المخلوقات النارية الملعونة بعضها ... تلك المخلوقات التي لو أٌطلقت لخربت البلاد ودمرت أحوال العباد ... وعاثت في الأرض الفساد ....
أشتهر سليمان «عليه السلام» بالذكاء منذ صغره ... و في أحد الايام عندما كان سليمان مع والده داوود «عليهما السلام» جائهما رجلان يطلبان النظر في قضيتهما......حيث إنّ أحدهما كان يملك أرضاً فيها زرع والآخر راعياً للغنم..... وقد دخل الغنم الأرض ليلاً..... وأفسد ما فيها من زرع.... فحكم داود لصاحب الأرض بالغنم تعويضاً عن الخسائر بعد أن تأكّد من صحة القصة من الراعي....
لكنّ سليمان كان له رأي آخر استأذن والده به..... وكان حكمه بأن يأخذ صاحب الغنم الأرض ليصلحها.... ويأخذ صاحب الأرض الغنم لينتفع بلبنها وصوفها...... فإذا ما انتهى صاحب الغنم من إصلاح الأرض أخذ غنمه.... وأخذ صاحب الحديقة حديقته..... قال تعالى: «وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين، ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكمًا وعلمًا وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين» سورة الأنبياء
وكان سليمان ... وكان سيدنا سليمان عليه السلام .. الذي مكنه الله سبحانه وتعالى في الأرض .. وأعطاه قدرة لم تكن لغيره من البشر ... حين سأل الله سبحانه وتعالى الملك .. فأعطاه حق الملك .. فكان جزيل العطاء .. أن يتحكم في كل المخلوقات .. حين يعرف لغتهم ... وعلى رأسهم الجن...
ليرينا الله سبحانه وتعالى أنه حين يرضى عن أحد من عباده .. يمكنه في الأرض .. كيف أنه يكون مسيطرا .. وعلى من ؟؟؟؟؟!!!!!.... الجبابرة من المخلوقات وهم الجان الذين كانوا يتصورون أنهم أفضل من وجدوا على الأرض .. ولن نذهب لبعيد .. فجدهم طاووس الجان .. «إبليس» ...
ورغم قوتهم الجبارة ... وقدرتهم الفائقة ... وامكاناتهم الهائلة ... وسيطرتهم المطلقة.. إلا أنهم كانوا خاتم في يد سليمان عليه السلام ..!!!!! لماذا ؟؟؟؟!!!! .... لأنه كان أقوى منهم ... بقدرة الله عز وجل .. الخالقة لأي قوة أخرى أيا ما كانت .. حيث مكنه من كل ما كان عليه ذلك الجان ... كانوا في قبضته ... تحت أمرته وطاعته ... بقوة تفوق كرهيتهم لسليمان عليه السلام ... ولكن ما باليد حيلة ... سليمان أقوى ... لأنه كان يستطيع أن يسحقهم ويبيدهم ..... «عبدي أطعني تكن مثلي، تقل للشيء كن فيكون» ....... «عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا تقول للشيء كن فيكون» ............. «من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته» ...
كان سليمان «عليه السلام» حريصا على نشر الدعوة والدين الصحيح ... واستعان بذلك بالإنس والجن .. لتظهر تلك القوة في شخصية سليمان ... لتظهر تلك العظمة في التحكم ... لتظهر تلك القدرة في انصياع الجن له .....
فبينما كان يتفقّد جنده عندما لاحظ غياب الهدهد دون علمه وإذنه .... وعندها صرح قائلا : «لأعذبنه عذابًا شديدًا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين» ...
ولكن عندما عاد الهدهد من رحلته وأتى بدليل قوي ...أذهب عنه العذاب.. حيث جاء بخبر «سبأ ملكة اليمن» ... «أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين* إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون»....
وذلك أغضب سيدنا سليمان .. أحزنه .. فلم يتوقّع أن يسجد أحد لغير الله.... فأرسل برسالة إلى الملكة يدعوها وقومها إلى الدين الحق ... وعبادة الله وحده الذي لا شريك له... وأرسلها مع الهدهد الّذي أوصلها للملكة دون أن يراه أحد...
فقرأت سبأ الرسالة على وزرائها وكانت الرسالة هي ما حكاها القرآن الكريم في قوله تعالى :« إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين»...
أي إسلام.... إي تسليم لله عز وجل .. إي توحيد عظيم به وبقدرته سبحانه وتعالى.. إي سؤال إلى الله ،، وإي عطاء من الله ... ليكون إي وفاء له .. حبا فيه .. وغيرة عليه .. ليرد ذلك الحب بأي عزة .. أي شمم ... أي كبرياء .. أي عظمة .. أي قدرة ... تلك التي تمتع بها سيدنا سليمان عليه السلام .. وهو يأمر «بلقيس» وقومها أن يسلموا قبل قدومهم إليه ....
لتسجل «رهبة الإسلام» رهبتها بيدها ... لتحفر رهبتها بنفسها منذ أن وجد ذلك الإسلام والتسليم لله سبحانه وتعالى على الأرض .. تسبق رهبته ... رهبة جنوده من الأنبياء والرسل .. لتكون عزة الأنبياء والرسل بتلك الرهبة ... ومن تلك الرهبة ..
فاستشارتهم في الأمر :« أفتوني في أمري» ...
فأجابهم القوم: «نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين»
وقالت بلقيس: « إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة» وخافت على قومها من حرب سليمان «عليه السلام» فهي تعرف قوة جيوشه... وأرسلت له الهدايا والكنوز من ذهب وأحجار كريمة لتختبر صدق دعوته... فإذا قبلها فهو راغب بالدنيا ولا حجة له عليها... وإذا رفضها فهو نبي صادق... لا ضير بالذهاب له...
إلّا أنّ رد سليمان كان «أتمدونني بمالٍ فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون، ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنّهم منها أذلة وهم صاغرون» .....
فخرجت إليه بلقيس وقومها مسلمين... وعندما علم سليمان بقدومها ...أراد أن يبهرها بقدرة الله عزّ وجل....
فطلب من معشره أن يحضروا له عرشها فتنافس بذلك الإنس والجن.... فكان الجن قادراً على إحضاره قبل أن يقوم سليمان من مجلسه....ولكن وزيره والّذي كان له علم بكتاب الله كان قادراً على أن يحضر العرش قبل أن تطرف عين سليمان....
يا الهي ....
من هنا نعلم ونتعلم وندرك ونعي ونفهم ونتفهم .... أن العبد الصالح المؤمن بالله ... المستمسك بكتابه ... الدارس و المتعمق في علمه ... المتدبر في شأنه... يستطيع بفضله أن يقضي أي أمر ... يقدر أن يهزم الجن و الشياطين ولو كره الكافرون .... وكأن الله سبحانه وتعالى يريد أن يسجل في القران الكريم في ذلك البيان العظيم .. أن هناك من يفوقه من البشر بإذنه .. حين يكون عبدا صالحا طائعا .. ليكون ذل الإذلال لهؤلاء الجان .. كما لو كان يريد أن يحجمهم ... كما لو كان الله سبحانه وتعالى يريد أن يذكرهم ... بأن هؤلاء هم ذرية بني آدم الذين رفض جدكم «إبليس» السجود له .. هؤلاء هم ذا لهم الأفضلية رغم قوتكم وبأسكم ... هم الباقون بصلاحهم وطاعاتهم وانتم المنظرين !!!!!! ..
وصدق كلامه بإذن الله العبد صالح المؤمن.... وفي لحظات كان عرش بلقيس أمامه فقال: «هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإنّ ربي غني كريم» ...
ولم يكتف سليمان بالعرش لإبهار بلقيس.... وقومها فأمر «الجن» أن يبنوا له قصراً عظيماً فوق الماء يستقبل فيه الملكة..... وكانت أرضه من زجاج صافٍ شفّاف شديد الصلابة والقوة.... ووضع العرش فيه.... فدهشت بلقيس لما رأت العرش..... وعندما حاولت الدخول إليه خافت من الماء الذي يسري.... ورفعت عن قدمها لتسير على الماء ....
فأخبرها سليمان بأن الأرضية زجاج.... فصدقت بالدعوة وأعلنت إسلامها وقالت: «رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين»
الله ... يا حبيبي يا الله ... من أعتز بك .. كان عزيزا عندك .. ورفعة شأنه بين يديك وأمام خلقك ...
الله ... يا حبيبي يا الله... من أحبك .. من أطاعك .. كان بك وبأنسك آية في الكون .. دليلا لجودك ...
الله ... يا حبيبي يا الله...من كنت له.. بعد أن كان لك.. كان بك أغنى الناس عن الدنيا.. متفردا في ملكك ...
الله ... يا حبيبي يا الله.. اصلي على النبي.. لعلها تساعدني.. استجمع قوتي.. وأنا أسطرها شرفا في وصفك ...
الله ... يا حبيبي يا الله... يا روح الروح.. يا منية الوجد المجروح... شوقا لا يتوقف عن حبك كطائر مذبوح ...
الله ... يا حبيبي يا الله ... ادركني فاض بي الحب فأنا في هواكم اتعذب .. ما بين اللهفة في الكتمان أوالبوح ..
الله ... يا حبيبي يا الله ... لا تأخذني عنك الدنيا إلا من أجلك ... أنا لك بعيدا عن دنيا المتاع والجنوح ..
وحين مرض ذات يوم سليمان عليه السلام مرضاً .. واحتار في علاجه الإنس والجن، تنبه سليمان عليه السلام أن شفاء الانبياء لا يكون إلا من الطبيب المداوي الله سبحانه وتعالى .. فهو شفاء كل البشر ..«وإذا مرضت فهو يشفين» .. فما كان عليه إلا الدعاء ... وكذا الاستغفار ... حيث تربى في مدرسة أبيه داوود عليه السلام التي كانت تتغنى الجبال معه .. وتتمايل طربا بصوته العذب .. وبآدائه المخلص .. الذي يتركز على ذكر لله تعالى ...ليعزف بذلك أعزب وأروع سيمفونية عرفها الوجود وأدركتها البشرية .. حتى أنها خلدت صوته إلى الآبد ... في ذلك الخلود الذي كان في القران الكريم :« يا جبال أوبي معه والطير» ... لتظل مزامير داوود أعذب ذكر في الوجود .. الذي لم يكرره أحد في البشرية .. حتى أنه أصبح معيارا ضرب به المثل ... حين قام رسول الله بتشبيه صوت ابن مسعود بصوت الذهب ....
وهكذا ولم يكتب الشفاء لسليمان على أيديهم ... ولكن كانت ببركة المداومة .. فداوم على الدعاء والاستغفار.. الذي قهر بهما استمرّ المرض وبشدّة... الذي كلما اشتد عليه المرض كان داعما له على الدعاء والاستغفار ... حتى أتم الله لع الشفاء.. وأعاد الله له صحّته وقوّته وملكه... حين لم ييأس من رحمة ربه.
وبعد ذلك تزوج من بلقيس و قد وهبه الله غلاماً .. و رغم القوة التي توارثها عن أبيه داوود.. ورغم أنه سليمان صاحب القوة العظيمة الذي حين مَلكه الله سبحانه وتعالى ملّكه الدنيا ... فتحكم في الرياح وتعلم لغة المخلوقات كلها فحكمهم ... وتأمر على الجان فكانوا يصنعون له ما يشاء وإن كانوا مقرهين ... .. إلا أنه حين أصبح أبا لم ينس أنه بشر .. ورغم قوة الإيمان واليقين بالله .. إلا أنه خاف على ابنه ... كان عليه التوكّل على الله والرضا بقضائه وقدره... إلا أنه خاف عليه من فتنة الشيطان... فرفعه للسحاب..
وما كان من الله عزّ وجل إلا أن يقول ويعطي الدرس .. حيث أمر ملك الموت ليقبض روحه .. حين دخل سليمان رآه متوفياً على كرسيّه... ليكون لسليمان العبرة .. حيث رجع إلى صف الأنبياء .. كتم حزنه على فراق ابنه في قلبه ..نسى أنه بشر أو حاول أن ينسى أنه كذلك من البشر .. لأن حب الله سبحانه وتعالى أكبر وأعظم حتى من فلذات الأكباد خاصة عند الأنبياء ... فإذا كان عند الصالحين الأولوية العظمي لطا