«مصر السيسي» لا تهضم الشائعات
نظرا لخطورة الحروب النفسية وأثارها المدمرة على الأفراد والشعوب .. نتابع الحديث حول الحروب النفسية التي تتعرض لها مصر في هذه الحقبة شديدة الخطورة والحساسية من تاريخها ...
إن قوى الشر لا تجد لها بابا إلا حاولت الدخول فيه ... ولا نافذة تستطع أن تطل منها إلا تسللت إليها ... فهي فئة حقدها بالغ .. وحسدها عظيم .. وغلها لا يقارن .. فهي مصرة ومصصمة على إفساد عيشة المصريين .. وتكدير صفو حياتهم والوقيعة بين أبناء الشعب ومن أولوه ثقتهم .. وأعطوه بيعتهم ... واطمأنوا إلى تجرده وإخلاصه ...
لذلك فهم يتفننون في إستنفاذ كل وسيلة للهدم .. وتقطيع الأواصر .. وفك الإرتباط .. وحل عقد المحبة والثقة المتبادلة .. التي جمعت بين الشعب ورئيسه .. مع حرصهم البالغ على التشكيك في قدراته ... والعمل على إضعاف همته ... بل وصرفه عن المهام العظام والأعمال الكبرى التي شرع فيها ويتجه إلى إستكمالها ...
ولعل أخطر هذه الأشكال من الحروب النفسية.... نشر الشائعات المغرضة والكاذبة والمضللة والضالة والأفاقة بين جموع الشعب ....
ومن العجيب والمؤسف أننا قد أشرنا كثيرا إلى أن الشائعات أحد أهم الأسلحة التي تفوق قذائف وقنابل ورصاص المؤامرة التي تتبناها هذه القوى «الصهيو أمريكية العالمية» وذلك حتى تستطيع أن تغزو وتفرض وتنال من الشعوب والحكومات والرموز على إختلافاتها ... حيث أن الشائعات تدغدغ كل هذه العلاقات مع بعضها البعض لأنها المفتاح السحري لعمليات الهدم والتخريب .. حين تكون الشائعات وقود الفوضى ... التي تغذيه وتمده بالطاقة الخلاقة عفوا الهدامة .... وصولا لتلك الفوضى الخلاقة التي ما هي إلا أنها هدفا وبرنامجا شيطانيا ... عن طريقه يتم تعبئة وشحن الرأي العام الذي معه تهون كل الصعاب السوداوية لتلك المؤامرة الصهيونية ...
والدليل على ذلك أن الشائعات كما لو كانت شلالا لا يكاد يهدأ .. عاصفة لا تكاد تتوقف ... تأخذ في وجهها الأخضر واليابس ... والمتابع حجم هذه الشائعات على مدار السنوات الزخيرة لم يحدث في تاريخ الدول التي استهدفت على مدار تاريخها الطويل السابق بأسره .... ومنها مصر ... حيث أنها قد بلغت مداها .. كالعادة استغلال الظروف العامة أو الثغرات أو نقاط الضعف التي لا تزال تأخذ طريقها نحو التعافي والقوة ... بما في ذلك من قتل بل وإجهاض أي محاولات مستميتة من قبل المسئولين للخروج من التيه الذي عشنا فيه سنوات ...ورسم خريطة الأمل لتحقيق ما يتمناه المصريون ...
لا تكاد تخطو الدولة خطوة في طريق الإصلاح .. إلا وقد ظهر في الأفق من يشكك ويعكر ويستخف ويسفه وينشر هذه النوعيه من الأخبار المكذوبة غير الموثقة بالضرورة غير مؤكدة ...
ومن هذه الشائعات والتي انتشرت هذه الأيام ...
«حقن ٢٠ ألف مزرعة دواجن .. لتقليل خصوبة الرجال للحد من كثافة السكان» .... وهو بالتأكيد خبر عار من الصحة ... ويتسم بالتدليس والتلبيس على الناس ...
....«دفع المصلين قيمة فواتير الماء والكهرباء بالمساجد».... وهو خبر تم تكذيبه شكلا وموضوعا ... ونفيه نفيا تاما ....
....«رفع أسعار البنزين بعد تنفيذ ضريبة القيمة المضافة» .. خبر لا أساس له من الصحة لسبب بسيط أن أسعار بيع منتجات البنزين والسولار تشمل الضرائب ...
....«إلغاء منظومة الخبز الجديدة»... خبر لا صحة له على الاطلاق... وذلك لأن منظومة الخبز أصبحت حق من حقوق المواطنين ...
إشاعات إشاعات تصدر من مصدر قد يكون معلوما .. وقد يكون غير معلوم ... لكن من المؤكد أنها تنبع من شخص حاقد جاهل أو مستفيد بالضرورة من ترويج وانتشار مثل هذه الشائعات وغيرها .. التي تحدث بلبلة واضطرابا وأضرارا داخل المجتمع وبين أفراده ... لإحداث الفتنة وإثارة الذعر .. وإشاعة التوتر والقلق في نفوس الناس ...
خاصة انها شائعات تتصل بحياة الناس .. عامة الناس .. جموع الشعب... إنها رسالة سريعة الانتقال .. ولكنها تصدر من أناس بالتأكيد غير وطنيين ... يهدف منها البلبلة والفوضى وإثارة الجماهير في أمور تتصل بحياتهم وتتعلق بعيشتهم ... لتكون في ذلك خير مبررات لشرارات الأولى للأهداف أيــاها ...
لذا أسجل شكري لمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء الذي ناشد المواطنين بالابلاغ عن أي شائعة أو معلومة مغلوطة .. وإيمانا بالمصلحة العليا للوطن وإعلاء قيم الوطنية الشريفة يجب أن نشارك جميعا فيما لو كانت حملة إعلامية وطنية أمينة مخلصة ... لدعم المؤسسات التي تعمل على كشف ستر دهاليز الخيانة التي تحاول أن تزعزع ثقة جموع الشعب في كافة مسئوليها ورموزها .... مما يستوجب أن نكون على درجة عالية من الإيجابية والمشاركة الفعالة في مواجهة هذه الظاهرة المريبة .. وإليكم الرقمين لمن أرادهما ... «٠٢٢٣٦٦٨٦٠٥// ٠٢٢٧٩٢٧٤٠٧» ...
وإذا كانت الشائعة ظاهرة قديمة استخدمها الإنسان لزعزعة الأمن والاستقرار .... فقد بلغ سوق الشائعات في الفترة الحالية .. مستوى بالغ الخطورة في الرواج والانتشار سواء كانت إشاعة شخصية أو اقتصادية ... أو سياسية ...
وأتعجب من أن تنال هذه الخصلة أو السياسة أو المنهج أو هذا الاتجاه من بعض المصريين الذين يكفي أنني أقول لهم أنتم مصريون ... فهل تستحوا من ضرب الوطن الذي هو أرض أجدادكم وآباكم .. وميراث أبنائكم ... يؤسفني ويؤلمني أن أقول ... ألا تستحوا من الخوض في الأعراض .. واستباحة الذمم ... وتغيير الحقوق .. والتلبيس والتدليس .. والتشهير والكذب .. الذي حذرنا أن تكون إلا من شخص فسق عن أمر ربه ... «بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون » ....
بل وأصبحت الشائعات سلاحا حادا فتاكا ممتد المفعول والأثر ... لضرب الإستقرار ... ولتشتيت الجماهير ...
وهنا لي كلمة ... إذا كانت الإشاعة نــارا ... فهي لن تحرق صاحبها فقط ... وإنما ستمتد لمن حوله ... وإذا كانت دخانا ... فسيختنق بها الجميع ..
ومما يؤسف له حقا ويستدعي إجراءا عاجلا ... حجم الشائعات التي يتم تداولها من الأفراد و الهيئات والدول على صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي ... ولاسيما «فيس بوك» ... مستغلين ما يحدث في مصر من نقلة نوعية ترسخ لمستقبل أفضل لشعب مصر ..
ومن هنا نناشد المصريين إلى ان ينتبهوا إلى خطورة نشر الشائعات ونقلها وبثها بين ربوع الناس ... وأن يدركوا الآثار الناجمة عنها من ضرب الجبهة الداخلية .. وإضعاف صلة المصريين ... بالادارة السياسية ... وخلق جو من الفوضى وإيجاد مبررات لأعمال التخريب .. ويمهد الطريق لإحياء فكرة العصيان المدني .. التي يحاول البعض أن يجد لها سبيلا بين المصريين ... وهيهات هيهات أن يجد ..
وأذكركم أخواني بتعاليم ديننا التي تحذر من ترويج الشائعة سواء تعلقت بشخص أو ارتبطت بجماعة أو دولة ... قال تعالى :«إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ» سورة النور ...
كما تؤكد هذه التعاليم الالهية على شرف الكلمة .. وأنها أمانة ومسئولية على عاتق كل شخص .. قال تعالى :«وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا» سورة الإسراء ...
ويكفي أن نشير إلى حديث النبي «صلى الله عليه وسلم» الذي يحذر فيه من كثرة الكلام ... فيقول «صلوات ربي وسلامه عليه» :«كــفي بالمرء إثما أن يحدث الناس بكل ما سمع» رواه مسلم ..
بل إن الإسلام رسم منهاجا محددا للمسلم .... ينبغي أن يسير عليه فيما يتعلق بنقل الأخبار وترويجها ... والذي بدأه بضرورة التثبت من كل كلمة يسمعها المرء قبل نشرها ... قال تعالى:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» سورة الحجرات ..
ثم أمر بإحالة ما يسمع إلى المتخصصين لبيان حقيقة الدلالات والمعاني التي يحتويها الكلام سواء أكان في جانب الخير أو في الشر .... قال تعالى : «وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا» سورة النساء ...
إلى غير ذلك من خطوات تكشف عن قيمة الكلمة .. وتؤكد على ضرورة الوقوف على حقيقتها قبل نقلها ...
إن «مصر السيسي» تُحارب بلا هواده هذه الأيام بكل وسيلة وطريقة ... لتسقط مصر ويسقط معها السيسي ...
لكن أقول للمغرضين ومحترفي ترويج الشائعات .. وقوى الشر .. هذا أمـــر بعيد المنال ولن يتحقق مهما حاولتم وبذلتم من أراجيــز ....
وإلى الإعلام الخارجي الموجه... إلى كل من يحاول المساس بمصر من الخارج ومن الداخل ... عليكم أن تفطنوا إلى ذكاء المصريين الفطري ... أنه رغم طيبته إلا أنه أدرك بما لديه من الحدس .. كيف يواجه هذه الألاعيب المكشوفه الرخيصة ..لا اعتقد أن الشعب سيعطي فرصة أخرى للنيل من مقدرات الوطن من جديد ..
لا اعتقد أنه سوف يضحي «بمصر السيسي» بسهولة هذه المرة ...