ونُسىَ الأقصى ..!! - بقلم الهام شرشر
بقلم : الهام شرشر فى خضم الأحداث الجسام، والصراعات العظام، التى تجتاح عالمنا العربى والإسلامى، لن تبقى هناك فرصة أو مجال للحديث عن العدو الصهيونى. ويبدو والله أعلم؛ إن إسرائيل نجحت نجاحاً باهراً ونفذت بدقة متناهية مخططاتها الاستعمارية والعنصرية الشنيعة، فلم يعد أحد يتابع الأحداث فيها أو يناقش الأوضاع المهينة والمشينة التى يحياها الشعب الفلسطينى هذهٍ الأيام، من سَلب لأراضيهم، وقتل لنسائهم، فضلاً عن أسر وتعذيب وتوقيف وقمع رجالاتهم . إن ما يحدث للفلسطينين أصبح أمراً على شدته عادى، وعلى قساوته طبيعى، لذلك أمتد الأمر واتسع الخرق إلى إجراءات فى غاية الخطورة من تهويد لميراث أمة الإسلام فى الأرض المحتلة، ومحاولة هدم المسجد الأقصى وانتهاك حرمته ليل نهار دون صوت لشجب، أو لسان ينطق بكلمة الحق مدافعاً عن دينه ومقدساته وإخوانه فى العروبة والدين . وإذا كانت السياسات الصهيونية العنصرية قد أعطت الحق لنفسها فى بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية المحتلة، فقد منحت نفسها حقاً آخراً وهو الاستيلاء على الأراضى المتبقية التى يعيش عليها الفلسطينيون دون إذن ولا سابق إنذار . إن الأوضاع التى تعيشها الأمة الإسلامية بكل المقاييس خطيرة للغاية وخاصة فى ظل هذه الأوضاع الملتهبة والصراعات التى أكلت الأخضر واليابس . بين أبناء العروبة الأمر الذى سيؤدى إن عاجلاً أو آجلاً إلى تدهور لاخواننا فى فلسطين، قد يصل إلى درجة أخرى ومستوى مختلف، وخاصة أن العالم الخارجى ـ وخاصة أمريكا ـ يقف موقفاً حاسماً من المسألة ولا يتحرك إلا فيه ولا يخرج عنه هو الحفاظ على على الأمن الإسرائيلى . مهما كانت حجم الانتهاكات والتهديدات والسطو على الأراضى المتبقية وخاصة فى الضفة الغربية، حسناً فعلت مصر عندما أعربت عن قلقها إزاء هذا الاتجاه الذى تتوسع فيه إسرائيل بمباركة أمريكية وبصمت عربى وغربى بل وللأسف إسلامى. وإذا كانت فلسطين محتلة لقرابة المائة عام فنخشى أن يصل الأمر إلى طمس معالم دولة فلسطين العربية وانهاء التواجد الفلسطينى فيها وتهويد مقدسات المسلمين بها. الأمر جد خطير، والسكوت لن يزيدنا إلا ضعفا ومهانة. فأفيقوا يا أمة الإسلام ويا أبناء العروبة، فالقادم قد يكون فى فلسطين أسوأ ما دمنا على هذا النحو من التفكك والصراع والتشرذم والطائفية..!!.