السحرتى.. ترك القانون ليبحر فى بحور الشعر والنقد
أحمد سليم عوض
مصطفى عبداللطيف السحرتى (1902-1983م)، قانونى ذهب إلى باريس للحصول على الدكتوراه فى القانون، فاستهواه الشعر وترك القانون ليبحر فى بحور الخليل بن أحمد وينصرف للشعر والأدب، ويصدر لنا ديوان شعر "أزهار الذكرى"، ويثرى المكتبة العربية بعديد من الكتب النقدية والشعرية منها: "الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث"، "شعراء مجددون"، "شعر اليوم"، "أدب الطبيعة"، "الفن الأدبى"، "النقد الأدبى من خلال تجاربى"، "شعراء معاصرون" بالاشتراك مع الأديب العراقى الكبير هلال ناجى، "الرصافى الشاعر" بالاشتراك مع د.محمد عبدالمنعم خفاجى والأديب العراقى قاسم خطاط، "دراسات نقدية فى الأدب المعاصر"، "دراسات نقدية فى الشعر"، "أيديولوجية عربية جديدة"، "دراسات نقدية فى اللغة"، "الأصالة الأدبية"، و"النقد الأدبى من خلال تجاربى"، كما أصدرت رابطة الأدب الحديث بالقاهرة عن أدبه كتاب دراسات فى النقد.
ويعتبر السحرتى أحد أعلام ميدان النقد، والبحث الأدبى، بما اتسم به من ثقافة واسعة وحيدة نادرة، وخلق كريم، وتعكس كتاباته نبع شخصيته الناضجة، وإنسانيته العميقة، وليس بليغ الوصف من قول الدكتور أحمد زكى أبوشادى عنه فى تصديره لكتابه "أدب الطبيعة": "ليس مصطفى عبداللطيف السحرتى إلا الأديب الإنسانى بأوفى معانيه، وهو بفطرته شاعر الطبيعة المطبوع فى جمالها ومعانيها إلى أبعد ما تلهمه الشاعرية الصحيحة، وهو رجل مكتمل الأخلاق، ناضج الإحساس، متزن التفكير، يدين بالإنسانية فى صميم وجدانه، وينبض فؤاده بنبضات هذا الكون العظيم".
قدم السحرتى ترجمات فنية موفقة عن سقراط، والأديب الألمانى جوته، والشاعر الفارسى: السعدى الشيرازى، وترجم عن (تولستوي) والأديب القرنسى (روسو) والشاعر الأميريكى الجهير هويتمان، والصحافى المصرى الجرىء أمين الرافعى، كما نشر ترجمة عن شكسبير وترجمة عن غاندى، وترجمة طاغور، وكتب مقالة مفصلة عن المنفلوطى، وعن شخصية ابن خلدون، نشرت فى مجله السياسة الأسبوعية، وأسهم خلال رئاسته رابطة الأدب الحديث فى الأخذ بيد الكثير من الشباب الواعد.
وفى رحاب جماعة أبولو تجلت طاقته الأدبية، فكتب فى أبولو ورأس تحرير مجلة "الأمام"، وأخرج عام ١٩٣٧م كتابه المدرسى البديع "أدب الطبيعة"، وقد صدره الدكتور أبوشادى بمقدمة جاء فيها: أن أدب الطبيعة: "هو من صميم الأدب العالى، وهو كتاب اخلاق رفيع، وسجل ثمين للوجود الحى، وهو تعريف متزن بالشعر العصرى، وعرض جميل الآداب مأثورة عند العرب والإنجليز والفرنسيين والأميريكيين قديمًا وحديثًا، إلى جانب روائع الأدب المصرى القديم، وصفحات الكتاب على وفرتها تضم أكثر مما تبدى، لأن الأسلوب المركز الذى اشتهر به المؤلف هو خير ما قل ودل، وهو مع ذلك بعيد كل البعد عن الإبهام أو التعقيد".
وقد تناول النقاد والكتاب شخصية السحرتى وأدبه بالدراسة، فأصدرت رابطة الأدب الحديث عن أدبه كتابًا بعنوان: "دراسات فى النقد المعاصر"، وفى كتاب مدرسة أبوللو للدكتور محمد سعد نشوان فصل عن السحرتى، كما تناوله د.محمد مندور فى كتابه الشعر المصرى بعد شوقى، وهناك العديد من الدراسات التى كتبت عنه فى حياته وبعد وفاته، وما أجدرها بأن تجمع فى كتاب.