مصر بين الصمت والصمود - بقلم الهام شرشر
أبداً لن تركع مصر
تعيش مصر ظروف استثنائية بكل المقاييس، حيث يمارس ضدها ضغوطاً ونفوذاً.. فاقت كل حد وتجاوزت كل مد.
مصر تواجه ارهاباً أسوداً في سيناء تدفع في مواجهته من دم أبنائها ومن قوت شعبها.
مصر تواجه اقتصاداً مهلهلاً وبنية تحتية تحتاج الكثير من الإصلاحات ويكفي أن نشير إلى أزمة الكهرباء التي استغرق إصلاحها مليارات الدولارات.
مصر تواجه حقداً عفناً خبيثاً من شرذمةٍ من أبنائها باعت دينها ووطنيتها وضمائرها، تثير القلائل... وتبث الفتن... وتقلب الأمور.. ولا ترضى لجموع شعبها الاستقرار والازدهار.
مصر تواجه حصاراً اقتصادياً من نوع جديد، من خلال التلاعب بسعر الدولار الذي أدي إلى رفع الأسعار والتي ضغطت على الجماهير العريضة من هذا الشعب.
مصر تواجه إعلاماً أقل ما يقال عليه أنه افتقر الضمير الوطني فضلاً عن المهنية وغاب عنه مصلحة البلاد وشأن العباد.
مصر تواجه احزاباً افتقدت القدرة على التأثير وشحذ الجماهير وتكوين الإرادة السياسية الداعمة والحامية للجبهة الداخلية.
مصر تواجه اهمالاً مقصوداً من شريحة غير قليلة من أبنائها أدت إلى إحداث شرخاً قوياً وهزة اقتصادياً عاتية.
مصر تواجه احساساً أليماً.. عظيماً.. من شدة المخاطر التي تواجهها والتحديات التي تلاقيها.
هكذا تواجه مصر سلسلة متعددة ومتنوعة من الضغوط والأزمات التي تحاول أن تعرقل مسيرة التنمية في مصر.
كما واجهة مصر خلال أقل من عام عدة كوارث منها سقوط العديد من الطائرات المتتالية التي تركت انطباعات سيئة للغاية وخلفت انكسارات لا حدود لها مادية وأدبية مست سمعة مصر ونالت من كرامتها وامكانيتها ودورها.
هل لعاقل ان يعتبر هذه الصدمات والطعنات والحوادث المفجعات من قبيل المصادفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
إن يداً أثمةً امتدت لمصر لتسيء إلى سمعتها.. وتضعف من شأنها.. لتغطي على كل ما يُشيد من مشروعات وأعمال بنية تحتية وتنفيذ الخطط الطموحة والتنمية الشاملة.
اذا كانت كارثة الطائرة المصرية العائدة من فرنسا قد هزت جموع المصريين وتحركت قيادتنا لمعرفة حقيقتها وتحركت معها الدنيا فإنها لم تكن الاولى.
ومع كل هذه المواجهات والضغوط والأزمات والتحديات فضلاً عن الأحقاد.
فإن مصر لا يمكن بأي حالٍ أن تركع.. أو تخضع.. أو ينال.. من مكانتها.. أو عزيمتها.. أو يؤثر في ايرادتها.. أو يعرقل مسيرتها.. أو يفقدها الإحساس بالأمل.. في غدٍ مشرق للمصريين مهما بلغت حجم التحديات أو وصلت مستوى الحروب ضدها.
إن شعب مصر ومعه ومن ورائه قيادته لا يعرف اليأس ولا يمكن أن يُصاب بالإحباط ولن يفقد الامل ولن يمنعه عن العملِ.
إن شعب مصر ماضٍ في سبيل تحقيق آماله متجاوز ألامه.
فهو صامد إلى الابد مهما واجه أو حاول محاولٍ أن يسقطه وذلك لسبب واضح وعميق وهو إيمانه العظيم بخالقه سبحانه وبثقته المطلقة في نفسه وفي قدراته.
هكذا هم المصريون يقوون على التحديات.. يثبتون على العواطف.. يلتحمون في شدة الرياح الهوجاء.. يعلون على شدة الازمات.. هذا هو معدنهم الأصيل..
ذلك المعدن النفيس الذي من وقت لأخر يواجه نيران الحسد والنذالة والحقد والغل الذي يفوق حروب الدبابات والطائرات والغزو والاحتلال.
لأن الحروب التي تغزو القلوب والعقول التي هي أشد ضراوة وشراسة من حروب الالة مهما بلغت من قوتها أو سرعتها.
لكنها ابداً لن تغلب المصريين.... لن تحرك فيهم ساكناً.
هيا يا كل المصريين التحموا... واتحدوا... واعرفوا عدوكم... واجتهدوا لمواجهته والتصدي له.
لا تيأسوا... لا تتشككوا... لاتستكينوا... لا تتشتتوا...
لا تنهزموا رغم شدة الظلمات.
فمع المحنة تتولد المنحة.. وينشق الفجر بعض طول ليلٍ كالح.
ويكون معه بإذن الله الفتوحات.. والانتصارات.. والانطلاقات.
لا تهتزوا من عملائهم على حدة سمومهم التي يبثونها.
لا تنكسروا من ضجيج أصوات خياناتهم وغدرهم.
أياً كانت آلاتهم الكريهة أو كلماتهم المُشينة
دعوة إلى القوة والوحدة تفوق وتتجاوز وتتحدى العنف
وتتحدى المؤامرة وتتحدى الخسة
الهام شرشر