شوفي يا مصر
حمدي حافظ وهاني شاكر.. مصر الجميلة
ضحك الفنان هاني شاكر ضحكته القلبية الرقيقة التي طالما ميزته وميزت ملامح وجهه المحبب الى الملايين من محبيه ومن محبي الطرب العربي اذ وقف للتحية على هامش احدى بروفاته بينما يقدمني اليه صديق مشترك على عجالة عندما فاجأته بقولي : لطالما أحببتكما معا أنت والفنان الجميل حمدى حافظ . قال - وما زالت بشاشته على وجهه – بعد برهة وجيزة - ربما غاب فيها الى تاريخ قديم قبل حوالي أربعين عاما – أيوة ... ده كان زمان . واستأذن بلطف ليعود الى أوراقه التي أخذناه منها – بلا مقدمات - منذ دقائق وينهمك فيها استعدادا لعمله .
كنا أطفالا عندما طالعنا هاني شاكر الشاب الوسيم بأغنيته الجميلة الشقية " كده بردو يا قمر " . ثم اشترك مع الفنان الشاب الوسيم - في حينه أيضا - حمدي حافظ والفنانة الجميلة نورا في الفيلم الرومانسي " هذا لأحبه وهذا أريده " كخصمين متنافسين في حب فتاة رائعة ورقيقة . وربما كان هذا العمل الوحيد الذي جمعهما معا ، ولكنه العمل الذي ظل برونقه ورومانسيته وورده وفرحه وشعره في خيالي وفي قلبي أنا وكثيرين غيري أحبوا جمال الدنيا ونقاء السريرة ، وصدق المشاعر وتفردها .
في اتصال معتاد مع الصديق الناقد الفني اليمني علي فقندش في جدة قبل نحو عام أو يزيد ، قال على : هل تعرف الفنان حمدي حافظ ؟ قلت طبعا . وهل هذا سؤال ؟! .. قال : سوف ألقاه بعد قليل على حفل استقبال أعده بعض محبيه . فهل تحب أن تقابله معي ؟ .. قلت طبعا أكيد .
بشوشا ودودا مليئا بالثقة والرضا أطل علينا وجه حمدي حافظ مرحبا بمعجبين ومحبين لم يرهم من قبل ، شارحا صدره لكل مجاملات الترحيب واستفساراته المعتادة من أناس يحبونك كثيرا منذ عقود ولم ترهم ولم يروك قبل ذلك . ومضى الحفل في أحاديث شتى مع الحاضرين الفنانين وغير الفنانين ، وأنا أوجه سيلا من الأسئلة لفنان أحبه جيلي كثيرا .
سعدت سعادة حقيقية بلقاء كل من الفنانين العظيمين أمير الغناء العربي هاني شاكر وحمدي حافظ كل في حينه . كانت سعادة لا يحققها الا حلم بعيد تحقق . ليس فقط لذكرى أعمالهم خالدة الأثر ، ولكن أيضا لكونهما حقيقيين في جمالهما الانساني . فهما في الحقيقة شخصان في حالة سلام مع نفسيهما ويحبان الناس ويشعان اقبالا على الحياة وتسليما لله عز وجل .
ليس هذا تأريخا فنيا ، ولكنه رصد لفصول من ذكريات معجب من معجبين كثيرين وأجيال أثر فيهم أجمعين فنانان كبيران ومبدعان لعقود مديدة . وما زال العمل الطيب يشيع ريحا طيبة .
كرمت دول أخرى فنانينا . متى نكرم نحن مصر الجميلة - لما قدمته الينا من فن جميل ومتعة رفيعة وتاريخ ابداعي مشرف وباق الى الأبد – بالوسام اللائق ؟! حفظ ألله مصر ورئيسها ووفقه وقادتها الى كل خير .