اتحاد الكتاب وصراع الأقزام
كُتَّاب مصر الذين هم عماد ثروتها الفكرية يتساقطون بالمرض واحدًا تلو الآخر، والسادة المهيمنون على أمر اتحاد الكتاب مشغولون فى المحاكم بالنزاع على كرسى رئاسة الاتحاد، الذى خرب وبات أطلال نقابة.
آخر الذين هدههم المرض الشاعر إبراهيم خطاب، والذى لا أعرفه معرفة شخصية وقد صرف على علاجه كل ما يملك ولم يعد لديه ما ينفق منه على العلاج، وسمعت بمعاناته من الشاعر السماح عبدالله، فبادرت من فورى إلى محاولة الاتصال بالصديق الأستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة، وللأسف وجدت هاتفه مغلقًا، إلا أن الزميل الشاب الأستاذ محمد لطفى تمكن مشكورًا من مخاطبة الوزير فى مكتبه، وأبدى النمنم استعداده الكامل لمعالجة الشاعر على نفقة الدولة، وأكد ذلك سكرتيره الأستاذ هانى محمد فى رده على ما كتبت على "فيسبوك"، مشيرًا إلى أن الوزير وجه بطلب بيانات الشاعر وعنوانه وأوراقه.
لقد كنت أنتظر أن تأتى هذه المبادرة من اتحاد الكتاب قبل الوزارة، ولكن الأحوال المؤسفة التى يعيشها الاتحاد فى صراع الكراسى أطاحت بكل آمال الأعضاء، وأطاحت بكل القيم التى وضعها مؤسسو الاتحاد الكبار: توفيق الحكيم ويوسف السباعى ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وثروت أباظة.
إن اتحاد الكتاب اليوم يحيى زمن الأقزام، بعدما رحل العمالقة، وغابت الجمعية العمومية أو غيّب دورها، فضاعت حقوق الأعضاء، ولا عجب أن نتأخر عن غيرنا من الأمم مادام الأقزام قد صاروا قادة الفكر.