أرشيف الأمة
الصديق الأستاذ محمد حسام على حسن أرسل لى مصححًا معلومة تاريخية وردت فى لقاء أجراه قبل فترة الإعلامى وائل الإبراشى مع النائب المستشار مرتضى منصور، حيث أشار الأخير إلى أن انتخابه ونجله لعضوية مجلس النواب مثّل سابقة هى الأولى من نوعها دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية بنجاح أب وابنه فى الفوز بعضوية برلمان واحد معًا.
فالمعلومة التى أوردها النائب خطأ تاريخى، فقبل ثورة 23 يوليو 1952، كان فى البرلمان النائب عبدالسلام فهمى وابنه المناضل الدكتور عزيز فهمى عضو حزب الوفد عن الطليعة الوفدية، وكان مناضلًا صلبًا قويًا وشاعرًا وطنيًا مرهف الحس عاشقًا لمصر، ولهذا كان من القلائل الذى كرمتهم ثورة 23 يوليو 1952، برغم وفاته فى حادث مشبوه قبل الثورة.
أسوق هذه المعلومة للتأكيد على أهمية الوعى بالتاريخ، الذى بات فى السنوات الأخيرة خاضعًا للأهواء، بلا حسيب ولا رقيب، فالمعلومة التاريخية ينبغى أن تحفظ وتسجل وتناقش وتحلل، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، فالتاريخ ليس ملكًا للأجيال الحاضرة فقط، فمن حق الأجيال اللاحقة أن تعرف تاريخها بخيره وشره، فهو ليس مقطوعة أدبية يجزئها جيل ويعرضها على هواه، ولكنه حقيقة مجردة ينبغى أن تسجل بأمانة وحرفية وتجرد من الهوى.
التاريخ يا سادة ليس مجالًا للعبث والتزوير والتفاخر الكاذب، فهو أرشيف الأمة، وبقدر عظمة الأمة ووعيها، يجىء تاريخها خاليًا من الشوائب التى يضعها المزيفون للوعى.