فولاذ عبدالله.. شاعر الممالك البائدة
تفضل الصديق الشاعر الكبير فولاذ عبدالله الأنور خلال مشاركته أمسية صالونى الثقافى، التى استضافها مركز شباب باب الشعرية بتكريمى عبر إهدائى ديوانه "رثاء الممالك البائدة".
وفولاذ عبدالله من أسرة شاعرة، فوالده الشاعر عبدالله الأنور، وشقيقه الشاعر السماح عبدالله، ووجوده فى مثل هذه الأسرة، جعل الشعر يتسرب فى دمه، فهو لا يكتب الشعر ولكن الشعر يسكنه وينطقه، لذا تتداعى له الأحرف دون تكلف فى لفظ أنيق وعبارة رقيقة ولغة سلسة تستوعب التراث بروح عصرية، فالقصيدة عنده ليست مجرد قواف تسترسل أو موسيقى تصدح، لكنها قبل هذا وبعده معان تتدفق متسارعة، لتعبر عن الإنسان وأحلامه والصدام بين الحلم والواقع، ولنقرأ معًا ما يقول عن الفاتح طارق بن زياد وسقوط الأندلس فى قصيدته التى يحمل الديوان اسمها:
سقطت بعده بمئات السنين
الجزيرة
ومحاسن أهل الجزيرة
وهوى ثمر من زمان العمائم
فى قبضة القبعات
وانطفأ بارق للحضارة
كان أضاء حوائط قرطبة بالمرايا
ورصع ليلاتها بالنجوم
والأبيات السابقة تعكس ارتباط الشاعر بالتراث والتاريخ وقضايا المسلمين، وتكشف عمق ثقافته التاريخية والتراثية، وتظهرنا على مبدع يمكن لقارئه لمس دمه فليس له جلد "على حد تعبير بودلير"، لهذا نلمح فى شعره مزجًا فريدًا بين الخاص والعام، وتتصاعد الروح الفلسفية للقصيدة عنده بتوازن من بدايتها إلى منتهاها، عبر تداخل تركيبة الحالة الشعورية مع المفردات اللغوية والصور الجمالية، مكونة بالكلمات لوحة تشكيلية بديعة.
حيوا معى هذا الشاعر الرائع.