سماء عربية السبت، 24 ديسمبر 2016 03:00 مـ بتوقيت القاهرة

مصادر أندلسية

رجع الصفدى إلى عدد من المصادر الأندلسية توفرت لديه نسخ منها، ككتاب "بدائع البدائه" لابن ظافر الأسدى، إذ تعددت منقولاته (1) عنه، وعلق عليه بقوله: "وكتاب بدائع البدائع لابن ظافر، والدلائل عليه له فى هذا الباب، كتاب حسن يدل تأليفه على سعة باع مصنفه فى الاطلاع" .

و كتاب "الذخيرة فى محاسن أهل الجزيرة" لابن بسام الشنترينى، اعتمد عليه الصفدى كثيرًا، أحيانًا يشير إليه، وأخرى يأخذ منه دون أن يشير إليه، وأحيانًا يكتفى بالقول: "من شعراء الذخيرة" (2)، وأخرى يكتفى بما قال ابن بسام فى الذخيرة ويأتى بنقول منها.

ومن المؤلفات الأندلسية المذكورة فى متن الشرح نجد "الجزولية فى النحو" (3) كتاب لابن أبى جمرة فى الأحاديث (4)

كتاب "الريحان والريعان" (5) كتاب "طرف المجالسة وملح المؤانسة" لأبى عمرو عثمان بن أبى بكر يحيى بن المرابط (6)

"العقد الفريد" لابن عبدربه (7) "الأجوبة المسكتة" لابن عبدربه (8) "المحكم" لابن سيدة (9) "البسامة" لابن بدرون (10) ومن الدواوين والتعاليق نجد: "ديوان ابن خفاجة" (11)، "نظم السلوك فى مواعظ الملوك" لابن اللبانة (12)، ومن التقييدات: تقاييد ابن باجة الأندلسى (13)، تقييدات ابن خروف (14) بخط يده، وأشعار الشعراء كابن هانئ، والمعتمد بن عباد، وابن عمار الشلبى، وابن الزقاق البلنسى وغيرهم.

7 ــ أخبار أندلسية:

توفر هذه المؤلفات أتاح للصفدى نقل العديد من الأخبار والحوادث الأندلسية، ورصع بها تأليفه، نجد من ضمنها الحديث عن مأساة ابن عباد فى ضياع ملكه.

قال عنه: "قد حرمته الليالى ولم تأسه، وفقد عند الشدة رهطه وناسه، وواقعة المعتمد بن عباد، صدعت الأكباد، ودكت لها من القلوب أطواد، فإنه لم يجر على ملك ما جرى عليه ولا ذويه، ولا أصيب أحد بمصيبة فى ملكه وحاله، ونفسه وبنيه، ما رعت الأيام له حقوقه، ولا أرت المعالى بعد غروبه شروقه" (15).

وأورد من حكايات المعتمد مع جاريته وهو فى أغمات: "يا مولاى هنا هنا، فقال: (16)

قالت لقد هنا هنا مولاى أين جاهنا؟

قلت لها إلــــهنا صيرنا إلى هنـــا (17)

وذكر شيئًا مما كان يجرى بين الشعراء فى مجالسهم، من ذلك أن: "ابن عمار دخل يومًا إلى مجلس فيه ابن اللبانة الدانى، ولم يكن ابن عمار يومئذ قد رأس، فقال له: اجلس يا ابن عمار بغير ميم، فقال له: نعم يا دانى بغير ألف" (18).

ومن أخبار الشعراء ذكر حكاية ابن الزقاق وما جرى بينه وبين والده أيام فقره، عندما استنكر منه السهر ليلًا، وحرق زيت الإنارة، وكيف أعطى الشاعر والده أول هبة نالها من شعره وكانت ثلاثمائة دينار (19).

8 ــ المعارضات:

أشار الصفدى فى شرحه هذا إلى معارضة مشرقية لقصيدة أندلسية، وهى معارضة الطغرائى لقصيدة ابن هانئ الأندلسية والتى مطلعها:

سرى وجناح الليل أقتم أفتخ ضجيع مهاد بالعبير مضمخ (20)

بقصيدة مطلعها:

هى العيس قودا فى الأزقة تنفخ تمطى لها من عجمة الليل برزخ (21)

كما أشار فى أماكن أخرى إلى معارضاته الشعرية لعدد من القصائد منها: قصيدة أثير الدين ابن حيان النفزى التى عارضها بقصيدتين (22)

وعارض أبياتًا لابن خفاجة عقب عليها بقوله: قلت أنا فى هذه المادة: (23)

وعارض أبيات السلطان الغالب بأمر الله أبى عبدالله محمد بن يوسف بن نصر الخزرجى:

أيا ربة القرط التى حسنت هتكى على أى حال كان لابد لى منك

فإما بذل فهـو ألـيـق بالـهــوى و إمـا بعـز وهو أليق بالمـلك

فقال ردًا عليه:

تمسك بذل فهو أليق بالهوى لتنظم مع أهل المحبة فى سلك

متى لاق بالعشاق عزوسطوة كأنك من ذل المحبة فى شــــك

9- انتقاده:

فى ختام هذا الموضوع أشير إلى بعض المواقف الانتقادية والتى صدرت عن الصفدى فى حق بعض الشعراء إما بسبب المعانى المطروقة، أو بسبب الاستعمال اللفظى، أو فى نقل صيغة من معنى لآخر، منها موقفه من شعر ابن حزم الظاهرى فى أصحاب الرأى والتأويل، فأورد بيتين:

إن كنت كاذبة الذى حدثتنى فعليك إثم أبى حنيفة أو زفر

الواثبين على القياس تمردا والراغبين عن التمسك بالأثر(24)

علق عليهما بقوله: "واستطرد استطرادًا قبيحًا، وحاشا لله، ليس أبو حنيفة وزفر ممن يقال فى حقهما مثل هذا" (25).

والثانى انتقاده للاستعمال اللفظى فى شعر الحصرى وابن عمار (26).

والثالث عندما أورد شعرًا لابن الزقاق أخذ معناه من شعر أبى تمام ونقله إلى وصف قوس:

أفـدـيك مـن نـبـيـة زوراء مشغوفة بمقاتل الأعداء

ألفت حمام الأيك وهى نضيرة والآن يألـفها بكسر الحاء

علق عليه بقوله: "ولكنه نقص المعنى الذى حاوله بزيادة الأيك لأن الحمام بكسر الحاء لا يضاف إلى الأيك، ولو قال: ألفت الحمام وسكت لكان أحسن وأتم" (27).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ــ الغيث ج1 ص187 و 277 و 286

2ــ " ج2 ص 164

3ــ " ج1 ص 355

4ــ " ج 1 ص 175 "

5ــ ط ج2 ص 144

6ــ الغيث ج2 ص 117

7ــ " ص 206 و 227

8ــ " ص 236

9ــ " ص 389

10ــ " ص 237

11ـ " ج 1 ص 113

12ــ ج2 ص297